ثامر بن فهد السعيد
انتهت إجازة عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير والبركة، وتزامنت إجازة العيد مع إجازة الصيف السنوية وكلتيهما محفزتين للسفر والسياحة، ومنذ سنوات طويلة وهيئة السياحة السعودية تحاول أن تجتذب إلى المصايف السعودية جموع السائحين من المواطنين، وما زالت تحاول والازدحام على صالات السفر الدولية يزداد.
خلال عطلة عيد الفطر أظهرت أخبار صحافية أن الفنادق في إمارة دبي تعمل بطاقتها التشغيلية الكاملة 100% وأن تقريبا 40% من نزلاء هذه الفنادق هم من المملكة العربية السعودية كما ظهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات فيديو تظهر حجم الازدحام الذي شهده جسر الملك فهد من العابرين إلى مملكة البحرين خلال إجازة العيد، وكانت هي الحال لأغلب بلدان الخليج.. هجوم سياحي سعودي لقطر, لعمان, لمصر وتركيا، ولا شك أن الوجهات عديدة وبشكل غير مسبوق صدر عن الخطوط الملكية المغربية أنها أوقفت استقبال الحجوزات المغادرة إلى مملكة المغرب، لأن الطيران أصبح مكتظاً ويعمل بطاقته القصوى بين السعودية والمغرب، وأيضاً أشار التقرير إلى أن السائحين من السعودية هناك يصرفون سنوياً ما يقارب ملياري ريال.
يُغادر سنوياً أكثر من 12 مليون مسافر في رحلات دولية لقضاء، إما إجازات الأعياد, الصيف أو الإجازات السنوية تتراوح المبالغ التي يصرفها الفرد الواحد في الرحله ما بين 6 - 8 آلاف دولار أمريكي، واستمرت أرقام الإنفاق السياحي الدولي وتكاليف السفر الدولية بالنمو منذ العام 2005 تقريباً انطلاقاً من 40 مليار ريال سنوي ينفقها المسافرون إلى دول العام، حتى أصبحت تتجاوز النفقات السياحية الدولية 77.5 مليار ريال سنوياً صاحبها نمو في الإنفاق السياحي الداخلي، إلا أن هذا النمو قليل جداً بالمقارنة مع نمو نصيب الإنفاق على السياحة الخارجية.
إن هذه الأرقام التي يفقدها الاقتصاد الوطني بالغالب تغادر دورة الاقتصاد دون رجعة إلى ما نسترده سياحياً، وذلك يسترد بشكل أكبر بالسياحة الدينية لزيارة المقدسات إما للعمرة أو للحج هذه المواسم الدينية.
الشغف نحو البقاع المقدسة جعل المملكة العربية السعودية لسنوات على رأس قائمة الدول الأكثر زيارة في منطقة الشرق الأوسط وبعدد زوار يتجاوز 19 مليون زائر سنوي، ومعظم الإيرادات السياحية تأتي من السياحة الدينية, تحاول هيئة السياحة تطوير برامج تدعم هدفها الرئيس، وهو رفع الإيرادات السياحية إلى 118 ملياراً بحلول العام 2020، ويأتي هذا الهدف كنتيجة لتوسعة الحرمين الشريفين، إلا أن الفجوه بين ما يُحقق من إيرادات سياحية فعلية الآن، والهدف المراد الوصول إليه كبير.
للمملكة العربية السعودية الحق والقدرة على أن تكون سوقاً سياحياً واعداً ونشطاً إن كان من الآثار والتاريخ، وإن كان من المساحات وتعدد البقع الجغرافية والمعالم, في المملكة فرصة لإحياء المؤتمرات وفرصة للمنتجعات البرية, الرحلات الصيفية, الربيعية, الساحلية والشتوية كيف لا ننجح في استقطاب السياح ونحن نمتلك المقومات.. هناك هدر كبير للفرص في صنع النشاطات السياحية الجاذبة.
بين زحمة المسافرين في الأعياد والصيف، جاء مقترح لإقامة مباراة كأس السوبر لأحد أهم فرق المملكة (الهلال والنصر) في لندن لتقام له البرامج السياحية وعروض الرحلات بمبالغ تتراوح بين 6000-8000 ريال شاملة كل الخدمات من المغادرة إلى العودة، أليس من الهدر إضاعة فرصة مثل هذه الفرص لفرق لديها قاعدة جماهيرية عريضة تتبعها إلى كل ملعب عشقاً وحباً بهذه الفرق، فالأوجب أن تقام المباراة داخل البلاد شمالها, جنوبها, شرقها أو غربها.. لماذا نهدر الفرص في التنشيط والدعم علماً بأننا حتى كفرق سعودية متابعون من دول الخليج والوطن العربي، حتى نعرف ما فقدنا في عدم استغلال مثل هذه المناسبات البسيطة يوم المباراة لنحسب عدد المتواجدين في الملعب بمتوسط التكاليف ونعلم ما فقدناه.. ثم ألا يحق لمن لا يستطيع السفر أن يكون ضمن الجماهير في مباراة سعودية الأطراف؟.