رجاء العتيبي
نص البيان:
«إن وزارة التعليم عندما تصدر قرارًا يقضي بفتح فصول دراسية لتحفيظ القرآن الكريم وفقًا للصلاحيات المخولة لمديري التعليم بهذا الشأن، لتأتي ضمن استراتيجيات الوزارة في تعزيز قيم الدين السمحة، التي تدعو للعدل والسلام والتسامح، وهي تقرر ذلك بناء على منطلقات مستقلة نابعة من ذات الوزارة وليس من خارجها.
لقد ساء وزارة التعليم تلك التجاذبات التي شهدتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية إثر صدور قرار فتح فصول تحفيظ القرآن الكريم، من نفر من الناس، وفقًا للتأويلات النابعة من توجهاتهم الخاصة التي ينطلق بعضها من تحزبات فكرية متصارعة لا تمت للوزارة بصلة، الأمر الذي يجعلها تنأى عن مثل هذه الخطابات المليئة بالتحريض والكراهية والتشكيك، فيما ترحب الوزارة بأي رؤى صادقة، وطنية تخدم النشء الجديد.
وتهيب وزارة التعليم بمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن يكونوا عونًا للوزارة والوطن، تجنب أن يكون القرآن الكريم مادة للتجاذبات المتطرفة، بدلاً من أن يكون طريقًا للهدى والصلاح والأخلاق الكريمة، فكلنا مسلمون ولا مزايدات في ذلك لأحد عن أحد» (انتهى).
هذا بيان افتراضي من وحي الخيال، نتوقعه من وزارة التعليم إثر ردود الأفعال المتضاربة التي أعقبت صدور قرار الوزارة بفتح فصول في التعليم لتحفيظ القرآن الكريم حسب الصلاحيات المخولة لمديري التعليم، وشهدتها عدد من مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «تويتر» وفاحت منها كثير من أنواع الكراهية والسباب والإقصاء، وهي درجة من درجات التطرف قد تتطور إلى درجات أكثر غلوًا من جانب كل الأطراف المتصارعة.
نتوقع من وزارة التعليم أن تحسم هذا النوع من الصراع المتطرف عبر بيان أو تصريح أو لقاء، بالتأكيد على استقلالية قراراتها التي تنطلق من قيمنا الدينية السمحة ومصلحة الوطن وأبنائه، وتتماشى مع سياسة الدولة العليا وتخدم الميدان التربوي، حتى لا يجيره أحد لصالحه بشكل أو بآخر، ويستغله المرجفون في المدينة لإشعال نار الاحتراب بين أبناء الوطن الواحد. فما تقره الوزارة لا يعني أن يمثل جهة عن جهة، أو يفضل جهة عن جهة، ولا تراعي أي اتجاه مهما كان نوعه وتأثيره ونواياه، فالوزارة صرح وطني للجميع، وليس حصنًا لأحد، أو حبلاً تتجاذبه الجماعات، أو معركة فاشلة تذهب معها رحينا.