علي الصحن
في الاجتماع الأخير بيّن سمو الرئيس العام ومجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، تم اختزال النشاط الرياضي بالمملكة بلعبة كرة القدم، ومن يقرأ خبر لقاء سمو الرئيس العام بالاتحاد ثم خبر اجتماع مجلس إدارة الاتحاد يعتقد أن كرة القدم هي النشاط الوحيد في الأندية السعودية، وأن اتحاد كرة القدم هو المعني بإدارة الأندية السعودية بكل ما فيها.
هنا أعرف أن كرة القدم هي الأساس الذي تقوم عليه الأندية، وهي النشاط الأكثر استنزافاً للموارد فيها، وهس سبب معظم الديون التي كبلت بعض الأندية في السنوات الأخيرة، ولكن هذا لا يعفي من تجاوز إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب كمرجعية لكيانات الأندية السعودية، ولا يعفي من التساؤل عن كيفية سماح اتحاد الكرة لنفسه بالحديث عن الأندية ككل وليس فرق أو نشاط كرة القدم فيها وهو النشاط الوحيد من بين أكثر من عشرين نشاط آخر.
قلت وقال غيري وطالبت وغيري وكان آخرها في مقال الأسبوع الماضي عن ضرورة متابعة ديون الأندية ووضع الإجراءات الكفيلة بالحد منها، وتحدثت عن ضرورة تطوير الإدارة المالية في الأندية، وكتبت غير مرة عن ضرورة العمل المؤسسي في أندية مقبلة على الخصخصة التي قال سمو الرئيس العام أن ملفها قد تم رفعه للجهات العليا، عن أهمية أن يكون لدى الأندية موازنة مالية حقيقية تحدد الإيرادات والمصروفات، وألا يقوم أي ناد بصرف مبالغ تفوق إيراداته، وقد جاءت مقترحات سمو الرئيس العام في اجتماعه باتحاد كرة القدم الأحد الماضي كأول خطوات الحد من الهدر المالي في الأندية، ووضع حد لديون بعضها التي أحرجن الرئاسة وربما أساءت لسمعة الرياضة والأندية السعودية لدى مراجع رياضية خارجية.
مقترحات الرئيس العام التي تم تأييدها من اتحاد الكرة جاءت على النحو التالي:
- اعتماد مكتب محاسبي موحد لجميع أندية جميل (وهو اقتراح في محله وسوف يسهم في تطوير العمل المالي والمحاسبي في الأندية السعودية ولكن من المفترض يكون هذا المكتب -أو المكاتب- معنية بمراجعة القوائم المالية لجميع الأندية السعودية وليس الأندية التي تشارك في دوري جميل فالديون والمشاكل المالية وتأخر المرتبات وصرف الحقوق ليست مقتصرة على لعبة كرة القدم).
- تحديد سنة مالية موحدة لجميع الأندية تنتهي بنهاية شهر يونيو من كل عام (لم يحدد البيان هل هي الأندية التي تشارك فرقها الكروية الأولى في دوري جميل؟ أم جميع الأندية السعودية، لكن الواضح من لغة البيان وطريقة تعاطيه مع مشكلة الديون أن الأخيرة فقط هي المقصودة؟).
- فرض عقوبات متدرجة على أي ناد يثبت تلاعبه في المعلومات المالية المقدمة (وهو أمر جيد وآلية تطبيقه جيدة ولكن هل سيتم تفعيله على أرض الواقع، وهل يتوافق ما فيه مع ما في الأنظمة الأخرى مثل أنظمة الرئاسة العامة لرعاية الشباب ونظام الاحتراف؟... هنا السؤال).
في الاجتماع أيضاً وافق اتحاد الكرة على تخصيص مبلغ من دخل عقد النقل التلفزيوني للأندية الممتازة يهدف إلى دعم الأندية التي تهتم بفرق درجتي الشباب والناشئين، وهو توجه جيد بلا شك وفيه دعم للاعب السعودي، لكن القرار له مثالبه فهو يختص بدعم الأندية الممتازة فقط، ويميزها عن أندية الدرجات الأولى والثانية والثالثة رغم أن الاهتمام باللاعب السعودي وصقل موهبته مطلوب من جميع الأندية وليس من أندية معينة منها فقط، وهنا أعرف أن المقصود هو تحفيز الأندية الممتازة على الزج باللاعب السعودي في المنافسات، ولكن كنت أتمنى أن يكون الدعم لجميع الأندية وفق آلية معينة وتصورات واضحة وأطر بينة.
أخيراً... أتمنى من الرئاسة العامة لرعاية الشباب مراجعة ما ورد في مقترحات سمو الرئيس العام وما تضمنه اجتماع اتحاد الكرة والعمل على تعميمه على جميع الأندية من أجل: (تنظيم العمل المالي في الأندية- القضاء على مشاكل الديون وتأخر صرف حقوق العاملين فيها- معرفة الإيرادات والمصروفات وقيدها بشكل سليم- فرض رقابة كافية على أموال الأندية وضمان الاستفادة منها فيما خصصت له فعلياً- تطوير العمل المؤسسي في الأندية وعدم تأثره برحيل إدارة واستلام أخرى- تهيئة الأندية لمرحلة الخصخصة)... كما أتمنى أيضاً أن يحرص اتحاد الكرة في بياناته المقبلة أن يتحدث عن كرة القدم كنشاط في الأندية دون أن يلزم نفسه بالتحدث عن الأندية ككيانات لها مرجعيتها ولها استقلالها التام ولا علاقة لها باتحاد كرة القدم إلا فيما يخص لعبة كرة القدم فقط.
هل تصبح العقوبات لعبة؟
مجرد التفكير في رفع العقوبات والحديث عنها من أجل مباراة معينة أمر معيب لا مبرر له حتى وإن كانت الفائدة تعم طرفي المواجهة، والغريب العجيب أن يقول عضو في اتحاد الكرة إن مقترح رفع العقوبات قد قدم من اتحاد الكرة، فهل يريد الاتحاد أن يمنح اللاعبين الموقوفين بسبب تصرفات مرفوضة فرصة اللعب في مثل هذه المباراة، وهل نسي اتحاد الكرة وأعضاؤه أن العقوبات وضعت كي تطبق وكي تشعر اللاعب الموقوف بفداحة ما قام به خاصة إذا كان الإيقاف عن مباراة مهمة تحظى بنسبة مشاهدة عالية، وأن التساهل في تطبيق العقوبات أو تأجيل تنفيذها يجعلها في النهاية بلا قيمة، وتجعل اللاعب المعاقب يتساهل بالالتزام الأنظمة والقوانين، ويدرك أنه قادر على تجاوزها بسهولة... كما أن رفع العقوبات والتنازل عنها وإن وافق عليه طرفي المقابلة يخالف القوانين والأنظمة ويضعف من قيمة وأهمية المناسبة، خاصة إذا كان إيقاف اللاعب بسبب تصرفات مرفوضة.
ثم.. لنفرض أن طرفي أي مقابلة مستقبلاً اتفقا على تأجيل أو ترحيل عقوبات لاعبي الفريقين إلى مباراة أخرى.. هل سيقبل اتحاد الكرة بالأمر؟ وهل سيكون تأجيل تنفيذ عقوبة تشريعاً يمكن تطبيق متى ما أرادت الأندية؟ وإذا كانت الإجابة بنعم: أليس ذلك مدعاة للفوضى؟ وإن كانت بلا: أليس هناك تمييز لناديين عن البقية؟
في مثل هذه المطالب أياً كانت درجة جديتها يجب أن يضع اتحاد الكرة في أذن طين وفي الأخرى عجين... مجرد الحديث عن فكرة رفع الإيقاف أو الاستماع لمثل هذه المقترحات والمطالب أمر يثير الزوابع ويقلل من هيبة اتحاد الكرة ومن قيمة النظام... مشكلة ومؤسف أيضاً أن يفكر الاتحاد ولو عضو واحد من أعضائه في مثل هذه الأمور.
مراحل... مراحل
- ما زال الهدوء سيد الموقف فيما يتعلق بمباراة كأس السوبر، الإثارة لم تبدأ بعد، ويبدو أن لنقل اللقاء إلى لندن دوراً في ذلك!!
- في النهاية مباراة كأس السوبر لا يمكن أن تصل لأهمية مسابقة كأس الملك ولا بطولة الدوري اللتين فاز بهما الهلال والنصر الموسم الماضي!!
- مباراة كأس السوبر وليس كأس (بطولة) السوبر... وأعتقد وغيري كثيرون أن من الظلم أن تحتسب في قائمة بطولات الأندية السعودية مثلها مثل البطولات ذات المواجهات والأدوار المتعددة والمنافسين الكثر!!
- هناك من يرى أن مباراة كأس السوبر مجرد مباراة شرفية من أجل تدشين الموسم الجديد فقط!!
- وما زال اتحاد الكرة وبعد مرور ثمانية أشهر على إقالة لوبيز كارو عاجزاً عن التعاقد مع مدرب جديد ومؤهل للمنتخب الأول!!