فيصل خالد الخديدي
لم يكن عصياً حضور الفنون التشكيلية في وسط عرس ثقافي للأدب والشعر والخطابة وغير متخصص في الفنون التشكيلية في ظل وجود الأمير الشاعر الفنان خالد الفيصل، فبعد أن غابت الفنون التشكيلية عن الدورة الأولى من سوق عكاظ، حضرت في الدورة الثانية بشكل جاد وعملي من خلال مسابقة لوحة وقصيدة، وكانت من ضمن المسابقات الرئيسة بسوق عكاظ وما زالت, وفي عشية افتتاح المعرض الأول للفنون التشكيلية بسوق عكاظ بأعمال المسابقة وبعض الأعمال المنتقاة لعدد من خيرة الفنانين السعوديين، كان اهتمام الأمير خالد الفيصل بأدق تفاصيل العرض والمعروضات، بل إن خطأ المطبعة الإخراجي في كتيب المعرض لم يكن ليمر، دونما أن يلمحه سموه ويُوجه بطباعة كتاب المعرض وبقية الأدلة في الدورات اللاحقة طباعة فاخرة ولائقة باسم السوق, فاهتمامه بأدق التفاصيل جعل المسابقة والقائمين عليها أمام تحدٍ كبير بتقديمها بالشكل الأفضل في كل دورة، وهو ما انعكس على مستويات المسابقة وتطويرها في الدورات اللاحقة، فاستماعه للشرح ونقاشه العميق والمتخصص حول الأعمال والقصائد ومشاهدته لجميع المعروضات واهتمامه بما هو معروض وبطريقة العرض يُعد أكبر داعم للمسابقة وللحضور التشكيلي بسوق عكاظ، ومحفزاً لتقديم الأفضل في كل عام والتنويع بطريقة العرض والاهتمام بكل ما يخدم نجاح الوجود التشكيلي بالسوق.
إن العمل بوجود مسئول يملك إحساس الشاعر وهاجس التشكيلي، يجعل العمل أكثر حماساً وتحدياً ويرفع سقف الطموح في تحقيق نجاح العمل وتوسعه، فوجود الأمير خالد الفيصل بسوق عكاظ يجعل المهمة التطويرية للفنون التشكيلية مطلباً مُلحاً، فحضور الفنون التشكيلية بسوق عكاظ من خلال مسابقة لوحة وقصيدة جميل ومتطور وتنامى بين دورات السوق، ولكن الأمل والطموح أكبر بالوجود المتنوع لمجالات مختلفة من الفنون التشكيلية كالنحت على سبيل المثال، فطبيعة المكان الصخرية يجعل من سوق عكاظ بعدد من المنحوتات متحفاً مفتوحاً, والمعارض المتنوعة للفئات العمرية المختلفة تُعد رافداً لرعاية وتنشئة أجيال التشكيليين، ويجعل المعارض التشكيلية متنوعة كباقة ورد مختلفة العطور والألوان, ولعل الأعمال الفائزة في مسابقة لوحة وقصيدة بجميع دورات السوق أصبحت أعدادها تستحق أن تجمع في متحف باسم لوحة وقصيدة، يتنامى سنوياً بالأعمال الفائزة في المسابقة، ويكون أرشيفاً شاهداً على المسابقة وتطورها, ومن الأمور الجديرة بالحضور في كرنفال ثقافي أدبي فني بحجم سوق عكاظ أن يكون هناك مسابقة في البحث والتأليف في المجالات التشكيلية والتي تتلامس مع طبيعة السوق وتخدم خصوصيته كقيمة تاريخية ثقافية في مواضيع متجددة سنوياً.. كل هذه الأمور وأكثر يتطلع التشكيليون لوجودها بشكل فاعل ضمن فعاليات سوق عكاظ، وكيف لا يطمح ويأمل الجميع بتطوير سوق عكاظ، وقد أطلقه الأمير خالد الفيصل مشروعاً وضرورة لتطوير السوق عُقدت له الورش المتخصصة والاجتماعات لترقى بفعاليات السوق لشيء من السقف المرتفع لطموح الأمير الشاعر الفنان خالد الفيصل.