د. صالح بن سعد اللحيدان
الأستاذ محمود بن مراد ديره ولد حننا.. موريتانيا
الأستاذ: عيد بن مجلي بن عيد العداجي - قطر
ما وردني منكما يصب في مصب واحد حيال: الموهبة اللغوية مضافة إلى الموهبة العلمية.. إذ اللغة دون فهم جيد وصفاء ذهن وقاد، وعلم يتكئ على قاعدة صلبة، اللغة دون هذا كله إنما هي تعالم ليس إلا، وهذا هو الذي كنت دائماً أشير إليه.
وقد آتى أكله.
ولعل سبب تردي اللغة نطقاً بها، وكذا حال تردي مسألة الاجتهاد العلمي إنما يعود جله إلى أسباب لعل ذكرها يقلص هذا التردي ويقود إلى وعي جيد في هذا المسار.
ولا أخالني أتيت على بيت القصيد.. هنا.. لكن ذلك أجلبه بعد تجربة وتجربة، وقراءة وقراءة موازناً بين عصور خلت وبين هذا العصر.
فمن هذه الأسباب يا أخ: محمود، وعيد:
1- فقدان الموهبة.
2- ضعف الفهم.. أو الفهم الآحادي.
3- عدم التأني في التلقي.
4- تجزئة القراءة.. أو الملل منها.
5- الخلط بين قواعد: سيبويه.. وابن جني.. والكسائي.. والفراء.. والمبرد.. وسبب هذا في غالب ظني عدم قراءة وتدبر منهج وطريقة كل من هؤلاء).
6- القراءة لضرورة الكتابة.. أو التدريس في الجامعة مثلاً.. وأريد هنا أن الباحث أو الكاتب لا يقرأ قراءة حرة عميقة متدبرة، كلا ، إنما يتصنع ويطالع من أجل أن يكتب كلمة أو مقالاً.. أو أن يلقي محاضرة على طلابه.
وفي هذا بالذات، ومن خلال حضوري لكثير من المؤتمرات.. والندوات والورش اللغوية أو العلمية لا أجد إلا التكرار ومجرد كثرة الاستشهادات.. وتنوع الأسلوب واختلافه، لكنه يصب في ذات الدائرة التكرار.
ولا أبرح مكاني.. وأيم الحق.. أن فقدان التجديد اللغوي.. والتجديد العلمي هذا أيها الفاضلان.. (محمود.. وعيد) هذا سببه دون ريب.
7- نما إلى علمي حين كنت في بعض البلاد العربية أن هناك من يكلف غيره ويرغب إليه أن يكتب له ويبحث عنه.. فإن صح هذا فهذا هو السطو من نوع آخر.. وهذا هو: التدليس.. والزيف، ولا تعليق لي على هذا.
8- القراءة لمجرد القراءة.. والبحث لمجرد البحث دون الوصول إلى غاية كبيرة كالإبداع النوعي.. والإضافات الجيدة.
وهذا مشاهد كثيراً في الندوات.. والمحاضرات والكتابات الصحفية الدائمة.. بل وفي كثير من المجلات المحكمة تلك يضايقني فيها ومنها كثرة: الهوامش.. الاستطراد.. عدم التأصيل.
9- إذا كان التجديد في أصله نقلة نوعية ممتازة فإن سبب هذا هو (الموهبة).
ولست أزعم فقدان الموهبة كلية لكنني أرى خلال الرماد وميض نار فهناك دعوى تحتاج إلى دليل مادي بين جداً، هناك من يزعم قوة علمه وعمقه وكثرة نظره وشدة استيعابه حتى لعله يعقب على: البخاري مثلاً.. أو: الترمذي.. أو: الدارقطني.. أو: سيبويه أو إبن جني أو إبن مالك أو إبن معط.
فإذا أنت رحت تقرأ وتتأمل وتقارن بعد فهم وقوة إستيعاب وطول نظر وتجرد وشفافية، وجدت يا أخ: محمود.. ويا أخ: عيد وجدتما أن هناك قصور فهم بعلة عدم الإحاطة بالمنهج الصواب، والزام من ذكرت من (كبار العلماء) بفهم خاص.. ورأي خاص، وطريقة خاصة.
هذا وحده كاف بلك وعجن القول على علاته، أن السائد اليوم إلا ما شاء الله تعالى هو الطرح المكرر بأساليب متنوعة.
ليس هناك شعور بالمسؤولية الحقة/ كلا ليس هناك هذا.. من أجل ذلك لا يمكن العتب ولا يمكن لوم الشباب إذ تردى بعضهم في حقيقة اللغة نطقاً.. وكتابة.
كذا الأمر.. جزماً.. في ذات العلم بل في شأن أولوياته.
ولعل هذا كاف ليدرك المعنيون ضرورة العمل على نقلات نوعية لا بد منها.
أما من جهة بعض تساؤلات الأستاذ عيد فكما يلي:
1- (البحرين).. هذه تكتب دائماً على الحكاية فيقال رأيت البحرين.
ازدهرت البحرين.
مررت بالبحرين.
ونحن نقصد الدولة المعروفة.
ب - اللهجة تختلف عن اللغة.
ج - (أبداً) ظرف منصوب.. على حال الاستقبال ويرد (أبداً) ويراد به: قط، ويراد به كذلك: مطلق النفي، وكل هذا إنما يكون بحسب المراد المصاحب من المفردات للدلالة، على معنى من: المعاني.