جاسر عبدالعزيز الجاسر
تطاول إرهاب «داعش» على المملكة العربية السعودية، أرض مقدسات المسلمين، حتماً سيُعجِّل بالقضاء عليه، ويُسرع هزيمته شر هزيمة، ليس لأنَّ هذا الإرهاب المنفلت من عقاله تجرأ على أقدس مقدسات المسلمين في المملكة العربية السعودية التي تحتضن الكعبة المشرفة والمسجد النبوي، مهد الإسلام، رغم ادعاء منتسبي وأنصار هذا التنظيم الإرهابي زوراً وبهتاناً الدفاع عن الإسلام والمسلمين، وزعمه الكاذب بأنه يسعى لتطبيق شريعة الإسلامية، في حين يرتكب أبشع الجرائم وأبعدها عن الإسلام والمسلمين، ويستهدف أماكن عبادة الله، بيوت الرحمن التي يقصدها المؤمنون للتقرب إلى الله، فيقوم هذا التنظيم الإرهابي بإزهاق أرواحهم.
استهداف مساجد المملكة وقتل المصلين يزيح آخر الأوراق التي يحاول الإرهابيون التستر بها، فكيف لمدع بأنه يدافع عن المسلمين يقتل المصلين ويفجّر المساجد، وفي بلاد هي البلاد الوحيدة التي تحتكم للشريعة الإسلامية في شؤونها وأعمالها، وهؤلاء الإرهابيون «الداعشيون» أكدوا بأفعالهم المشينة بأنهم أخطر المجرمين، والسفلة والقتلة، لا يعرفون الإسلام، ولا حرمة دم المسلمين، ولا قِيم الدين الحنيف، ولا رحمته وتسامحه.
تنظيم إجرامي قائم على أفكار إجرامية ضيقة متخلفة، لا يتورع أتباعه عن قتل المسلمين غيلة حتى وهم يؤدون الصلاة جماعة، كما حدث في صلاة ظهر يوم الخميس في مسجد قوات الطوارئ في أبها، وقبل ذلك في مسجدي القديح والعنود في المنطقة الشرقية.
العقول الجاهلة وغير الآدمية التي تحرك هذا الإرهاب وتدفع شباب الإسلام بعد التغرير بهم إلى التهلكة، وقتل أنفسهم والآخرين، توزع شروره ذات اليمين وذات اليسار، لا تعرف ولا تدري أن استهدافها أراضي المملكة وبالذات مساجدها سيعجل بالقضاء على هذا التنظيم الإرهابي، إذ إن أعمالهم هذه سترفع الغطاء عنهم، أي غطاء كان يقوم به من انحرفت أفكارهم وساندوا هؤلاء المجرمين منخدعين بما يرفعونه من شعارات، إذ لا يمكن أن يزايد أحد على المملكة العربية السعودية التي ترفع لواء الإسلام منذ قيامها، كما أن استهداف الأراضي السعودية وتركيز الأعمال الإرهابية على أهداف في الأراضي السعودية وبالذات بيوت الله، يشكِّل تحدياً لرجال الأمن وأجهزته المتقدمة، والتي سجلت نجاحات كبرى في التصدي للإرهابيين، كما سيدفع استهتار وإجرام هؤلاء الإرهابيين المجتمع الدولي إلى التعاون مع الدول الفاعلة في المنطقة وتشكيل تحالف صلب تحت قيادة المملكة العربية السعودية، تشارك فيها الدول المتضررة من هذا الإرهاب الأعمى والتي ستتضرر لاحقاً إن لم يبادر الجميع للعمل سوية وبإخلاص وصدق للقضاء على هذا الإجرام الأسود.