جاسر عبدالعزيز الجاسر
من حق المصريين أن يحتفلوا بكل هذا الصخب بافتتاح قناة السويس الجديدة، فهذا المشروع الذي شارك في حفل افتتاحه مئة وعشرون دولة مثلها ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات ووزراء لجميع الدول العربية تقريباً وإفريقيا ودول مهمة في أوروبا وآسيا، إضافة إلى رئيس الوزراء الروسي ووزير الخارجية الأمريكي.
نعم من حق المصريين أن يحتفلوا وبمستوى يرتقي إلى مستوى احتفالات الأعياد الوطنية، إذ خرج معظم المصريين إلى الساحات والشوارع وهم يحملون أعلام بلادهم وصوراً لرئيسهم عبدالفتاح السيسي الذي وعد قبل عام أن يتم إنجاز هذا المشروع الضخم في عام واحد فقط، هذا الوعد الذي لم يصدقه أكثر المصريين تفاؤلاً، إلا أن الوعد تحقق والإنجاز تم.
أكثر من ذلك يفخر المصريون أن المشروع مول بأموال المصريين واكتتب فيه تقريبا جميع المصريين القادرين الذين جمعوا 68 مليار جنيه في أسبوع واحد، ليكون بذلك أكبر اكتتاب في تاريخ مصر.
الاعتزاز والفخر الثاني الذي يحق للمصريين أن يتحدثوا عنه كثيراً ولسنين طويلة هو أن هذا الإنجاز تم بأيد مصرية، وتحت إشراف إدارات هندسية وإدارية مصرية إذ إن القناة الجديدة التي تمثل شق مجرى ملاحي جديد بطول 35 كيلو مترا موازيا لقناة السويس الأم والتي يبلغ طولها 164 كيلو متراً والتي افتتحت عام 1869.
وأهمية القناة الجديدة أنها أنجزت بإشراف الجيش والإدارات الهندسية في القوات المسلحة التي وظفت العديد من الشركات الوطنية المصرية، إضافة إلى الاستعانة بشركات أجنبية خاصة في مجالات الحفر والتي شكلت تحالفات مع الشركات المصرية والعربية، من بلجيكا وألمانيا، وكانت تلك الشركات تعمل بخبرات وأياد مصرية، لتكون قناة السويس الجديدة قد أنجزت بأموال مصرية وأيد مصرية وخبرات مصرية، وهذا فخر لا تناله إلا الأمم التي تمتلك الإرادة السياسية والإخلاص للوطن، وهو ما أكده المصريون في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، فالمشروع أعطى صورة مغايرة مثيرة للإعجاب فيما يتعلق بالسرعة والكفاءة في الأداء مقارنة بخطط مشروعات أخرى في مصر ودول عربية ونامية شبيهة بمصر، ولهذا فإن المصريين يشاركهم في ذلك العديد من المراقبين يرون بأن مشروع قناة السويس الجديد وإنجازه في الفترة الوجيزة جداً في توقيت المشاريع الكبرى سيكون نقطة انطلاق وبداية عملية جديدة لإحداث قفزة تنموية كبرى يحث عليها ويعمل على تنفيذها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.