جاسر عبدالعزيز الجاسر
من أكثر الأقوال سخرية وأبشعها تدليساً قول بعض المنسلخين من جلدهم العربي أو ممن يحملون وثائق عربية لا يستحقون شرف حملها، قولهم بأن كشف الجماعات الطائفية المرتبطة بنظام إيران يثير الفتنة الطائفية، وأن نشر المعلومات التي تعلنها الجهات الأمنية المسؤولة عن دعم حكومة إيران للخلايا الإرهابية المسؤولة عن العمليات المنفذة أو محاولات تنفيذ الأعمال الإرهابية وعمليات نقل وتخزين الأسلحة والمتفجرات للجماعات والمليشيات الإرهابية والتي تتلقى أموالاً وأسلحة من النظام الإيراني بعضه ضبطته الأجهزة الأمنية وبعضه تسرب إلى داخل الدول العربية وأن أحزاب وجماعات في دول عربية أخرى يساعدون، وبل ويعملون، وكلاء للنظام الإيران ويقومون بتأمين وصول الأسلحة إلى دول معينة، وينفذون برامج تدريبية للإرهابيين من خلال احتضان معسكرات تدريب لهؤلاء الإرهابيين على أرض الدول التي تشكل تلك الأحزاب والجماعات مراكز قوى سياسية وعسكرية.
الطابور الخامس، والمتعاطفون مع نظام ولي الفقيه والذي يعدون أتباعاً له لا يريدون الحديث عن هذه الأعمال الإرهابية حتى لو كشفتها الأجهزة الأمنية والسلطات الرسمية كونها تربط اسم إيران بها، وتظهر تورط الأحزاب الطائفية التي أنشأتها إيران في الدول العربية بحجة أن ذلك يدمر الوحدة الوطنية.
هذا الادعاء المريب والذي يعد تواطؤاً ومشاركة في الجريمة الإرهابية يطلب من الدول العربية أن تغض النظر عن أفعال نظام ملالي يران وجرائم عملائها، وهذا ما شجع على استباحة المؤسسات والدولة في لبنان والعراق واليمن، بل وتحويل المناطق في تلك الدول إلى أماكن حاضنة للإرهاب الموجه للدول العربية وبالذات لدول الخليج العربية، فقد كشفت الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت، أن ما يسمى بحزب الله اللبناني قد درب العديد من المقاتلين وإرسالهم إلى تلك الدول، وسرب العديد من شحنات الأسلحة والمتفجرات بل وحتى تنفيذ بعض العمليات الإرهابية.
أيضاً فتح نظام ملالي إيران معسكرات تدريب في بعض المحافظات العراقية الجنوبية لتدريب المقاتلين وإرسالهم للبحرين واليمن ومع هذا لم تتخذ الدول التي استهدفتها الاختراقات الإرهابية الإيرانية أي إجراءات ضد النظام الإيراني ولحكومتي لبنان والعراق.
قد يتبرأ أحد ويعطي العذر لحكومة لبنان بعدم قدرتها على مواجهة حزب الله، وأن العراق تحت النفوذ الإيراني.
إذن ليكن تعاملنا مع هاتين الدولتين التعامل الذي يليق بالدول التي لا تملك من أمر سيادتها شيئاً وأن لا تسمح لرعاياهما بالإقامة في بلدنا لأنهما بكل بساطة مشبوهان ويمكن تجنيد الرعايا للإضرار بأمن المجتمع الذي يقيمون بين ظهرانيهم.
أما من يتصدون للدفاع عن إيران وعملائهم سواء في العراق أو لبنان أو سوريا فهؤلاء إن لم يلقموا حجراً تغلق أفواههم، فيجب محاربتهم على ما يقومون به من تشويه للحقائق والعمل على شق الوحدة الوطنية التي لا يمكن أن يؤثر على تماسكها كشف العملاء.