رقية الهويريني
أتوقع أن الكثير من سكان العاصمة يعرف الرقم الموحد لأمانة منطقة الرياض «940» الذي يستقبل كافة البلاغات والشكاوى والاقتراحات المتعلقة بالخدمات البلدية على مدار الأربع والعشرين ساعة طوال أيام الأسبوع، ومن ثم توصيلها للجهة التنفيذية عن طريق نظام آلي مربوط بجميع الإدارات المعنية بالجهة المسؤولة عن تنفيذ البلاغات.
وعادة يتم التعامل مع طلب المتصل بإرسال رسالة لجواله، تفيده برقم بلاغه والجهة المسؤولة عنه، وفي حالة التنفيذ أو عدم التنفيذ يتم إرسال رسالة لجوال المتصل تفيده بحالة بلاغه. ولو قام قسم الطوارئ بالتواصل مع المشتكي لمعرفة حقيقة إتمام الخدمة ومدى رضاه عنها وتقييمه لها لكان الكمال.
وحقيقة سعدت بالتواصل المتكرر مع هذا الرقم، على قدر أسفي على وضع النظافة في مدينة الرياض التي يسعى أمينها للرفع من مستواها، ولكن شركة النظافة المسؤولة قد تخذله بسبب تواني عمالها وانصرافهم للتسول وترك عملهم المناط بهم وإهمال المشرفين عليهم وعدم متابعتهم، ناهيك عن تخاذل بعض موظفي البلدية ومشرفيها.
أقول بقدر ثنائي على سرعة تجاوب الطوارئ مع البلاغات والتواصل مع المواطن عبر الرسائل النصية سواء بتسجيل رقم البلاغ ومتابعته، أو اتصال الشركة على المشتكي للاستفسار عن نوعية الشكوى؛ إلا أنني حزينة على وضع الشوارع من حيث انتشار الغبار بسبب عدم كنس الأتربة ورفع المخلفات سوى قيام سيارات النظافة بتفريغ البراميل المملوءة بمخلفات البيوت بشكل مستمر!
وحتى أكون أقرب للإنصاف؛ فإنني أحمّل المواطن والمقيم مسؤولية تردي نظافة شوارعنا، حيث تتطاير أوراق الأشجار التي لا يهتم بعض السكان بريها وتقليمها والعناية بالشارع وكأنه جزء من المنزل، ناهيك عن انسياب المياه بالشوارع وهدرها بلا مبالاة برغم ما قد يتكبده المتسبب من غرامة موجعة!
أما مخلفات البناء فإنها تظل حتى بعد الانتهاء من التشييد دون تحرك إيجابي من مشرفي الشوارع إن وجدوا. وينبغي فرض غرامات على أصحاب المنازل المشيدة بالتنظيف الدوري والفوري وعدم مضايقة سكان الحي والمارّة.
ولو ألقيت نظرة على بعض غرف تفتيش الصرف الصحي أمام المحلات أو في الشوارع؛ لوجدتها إما دون أغطية وتعرّض المارة لخطر الوقوع بها، أو تتكدس المخلفات بداخلها مما يفقدها وظيفتها.
إن نشر ثقافة النظافة مسؤولية وطنية مشتركة، وعلى أمانات المناطق والبلديات النهوض بها بعيداً عن الشعارات القديمة التقليدية، ويحسن بالمسؤولين ابتكار أساليب جاذبة لحث الناس على النظافة العامة ونظافة الشوارع على وجه الخصوص.