عبدالله العجلان
يرى الكثير من الخبراء والمحللين الاقتصاديين، أنّ المرحلة المقبلة ستشهد انكماشاً اقتصاديا عالمياً، وتأثير ذلك على ميزانيات جميع الدول، وتحديداً المعتمدة على البترول وفي مقدمتها المملكة، نتيجة انخفاض سعر البرميل إلى حدود الـ 40 دولاراً وهو المستوى الذي كان عليه عام 2009م، الأمر الذي يدفعنا إلى فهم هذا الواقع جيداً والتعامل معه على المستويين الرسمي والشعبي بطريقة تخفف من حجم الأضرار، لا بل تفيدنا في ضبط إدارتنا مالياً وإعادة تنظيم إنفاقنا وسلوكنا الاقتصادي..
في الشأن الرياضي سيكون التأثير أكثر وأكبر لسبب بسيط، وهو أن الوضع المالي في الأندية فوضوي في الأساس ولا يرتكز في إيراداته ومصروفاته على ضوابط وقوائم محاسبية قانونية، وزاد الأمور سوءاً ما يحدث في صفقات وعقود اللاعبين وكذلك المدربين، فهي في الغالب عبارة عن هبات من أعضاء شرف داعمين لا يمكن الاعتماد عليهم بصورة واضحة وثابتة ودائمة، وإنما تتفاوت من حيث القيمة والتوقيت بحسب رغبة ومزاج ومقدرة عضو الشرف الداعم..
وإذا كنا فيما مضى نحذر من التخبط والعشوائية وأحيانا المبالغة في عقود اللاعبين السعوديين، ما انعكس سلباً على عطائهم واحترافهم وأيضا مستقبلهم، ومستقبل الكرة السعودية بوجه عام، فإنّ المشكلة ستتفاقم أكثر في المرحلة القادمة تبعاً للظروف الاقتصادية، وبالتالي تأثير ذلك على مقدار الدعم الشرفي وحتى عقود الشركات الراعية، لذلك لابد أن تراعي الأندية هذا الأمر في تصرفاتها وتضعه في صميم حساباتها وتوقعاتها ومستوى وأسلوب إنفاقها, وكذلك وهذا هو الأهم أن تعمل على إيجاد البديل الذي يغطي ولو جزءاً من ميزانيتها..
شبابنا يا رعاية..!
تحت عنوان (الرئيس العام لرعاية الشباب.. أناشدكم)، كتب الزميل والصديق الدكتور عثمان العامر في زاويته (الحبر الأخضر)، مطالباً رعاية الشباب في هذا الوقت الحرج الذي يمر به الوطن، القيام بدورها من خلال الأندية في احتواء الشباب وتوعيتهم وقضاء أوقات فراغهم بمناشط وبرامج تعود عليهم وعلى المجتمع والوطن بالفائدة، وأشار إلى ضرورة قيام شراكات بين الرئاسة العامة لرعاية الشباب والجامعات والمدارس وكذلك أمانات المناطق، وتفعيل مراكز وملاعب الأحياء ..
أتفق مع الدكتور عثمان وأذكر أنني كتبت غير مرة، عن أن الرعاية مسؤولة عن هموم ومتطالبات وتطلعات وتطوير الشريحة العظمى من سكان المملكة وهم الشباب، وخصوصاً أنها - أي الرئاسة مؤهلة وقادرة على ذلك - بحسب إمكاناتها البشرية والمالية، وحجم انتشار الأندية والمراكز والملاعب والمكاتب الرئيسية والفرعية التابعة لها, وهنا أتساءل: لماذا لا تلزم الأندية ومكاتب رعاية الشباب في المناطق بإقامة برامج ومهرجانات رياضية وترفيهية وثقافية على ملاعبها ومنشآتها في الإجازة الصيفية؟ لماذا تغلق في هذه الفترة لمجرد أنّ فريق كرة القدم يقيم معسكراً إعدادياً خارجياً؟ ما الذي يمنع من استثمار هذه المنشآت من قِبل مؤسسات وشركات تستطيع تفعيلها والاستفادة منها، أثناء الإجازة وبعد نهاية الموسم الرياضي وتوقف المسابقات الرياضية الرسمية؟..
الغريب والمثير للانتباه، أنّ الأندية كانت قبل سنوات طويلة وفي ظروف مادية محدودة ومقرات مستأجرة، تقيم الحفلات بأنواعها والعروض المسرحية والسينمائية ومعارض الرسوم والصور والمهرجانات، كما أنّ الرئاسة وعبر وكالة شؤون الشباب أيام أستاذنا الكريم الفاضل منصور الخضيري وآخرين، كانت مهتمة في هذا الجانب محلياً وخارجياً رغم مسئوليتها المباشرة وإشرافها وقتها على اتحاد الكرة على غير ما هو عليه الآن من حيث الاستقلالية، إضافة إلى مهام وأدوار الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون، حينما كانت مرتبطة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب..
من الآخر
() نبارك للرياضة السعودية وللأمير نواف بن محمد اختياره عضواً في الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أبو محمد بخبراته وإسهاماته ونجاحاته محلياً وإقليمياً وعالمياً يُعد مكسباً كبيراً وإضافة مهمة للاتحاد الدولي..
() أستغرب من أولئك الذين أصدروا من الجولة الأولى للدوري أحكامهم المبكرة على قوة وضعف وحظوظ هذا الفريق أو ذاك..
() أكثر ما نخشاه على ممثلنا في أبطال آسيا الهلال في لقائه أمام لخويا القطري الخطير، هو الاستسلام لزخم المدائح والإطراءات التي أحاطت بالفريق في الفترة الأخيرة ..
() أتمنى من لجنة الحكام أن تقرأ وتستوعب جيداً، ما كتبه الأنيق والناقد المخضرم الزميل سعد المهدي في مقالته الأخيرة ( نعم يوجد حكم غير نزيه.. من ماذا تخشون ؟)، ففيها تشخيص لواقعنا التحكيمي وكيفية معالجته بخطوات علمية وعملية بعيدة عن المجاملة والارتجالية..
() بدأت البرامج الرياضية موسمها الصاخب، كلنا أمل بأن تنتقل إلى مرحلة إعلامية أكثر تطوراً ومهنية واحتراماً لعقلية وفكر وهموم المتلقي بكل تصنيفاته ومختلف انتماءاته..