رجاء العتيبي
ما زال للشعر سطوته، وما زال للأمسيات الشعرية رونقها، وما زال للشعراء هيمنتهم، هذا ما قالته أمسية (وطني الحبيب) التي نظمتها جمعية الثقافة والفنون بالرياض مساء الجمعة الماضية بمركز الملك فهد الثقافي، بمشاركة الشعراء: مساعد الرشيدي، تركي المريخي، فيصل اليامي، محمد بن مريبد، عفاس بن حرباش، ومن الشاعرات في اليوم الثاني المخصص للنساء: جواهر السديري، د. مناير الناصر، حصة العتيبية، عبير الشوق، فتاة نجد، بنت نجد، ليكون للوطن قصيدة مليئة بالوفاء والحب والسلام.
فنون الرياض ومن خلال أمسية وطني الحبيب، بشعرائها الكبار، وشاعراتها المبدعات، أعطت للأمسيات الشعرية قيمتها ورونقها وأثبتت الأمسية أن للشعر جمهوره رغم مباهج (قنوات التواصل الاجتماعي) وأعادت للذاكرة أمسيات الشعر الرائدة في الثمانينات والتسعينات الميلادية.
ازدانت الأمسية بحضور اعتباري مهم وحضور شعراء مخضرمين وجمهور تلقى الشعر كحالة خارج إطار الزمن وعاش معه لمدة ساعة كاملة، كان يعيش تفاصيل القصيدة ويستوعب صورها الشعرية وأبياتها الذكية، والتركيبات اللغوية المدهشة.
هنا يمكن أن نقول إن شعراءنا ثروة بشرية للمملكة، لا توجد في أي مجتمع خليجي آخر ولا حتى عربي، فإذا كانت البرازيل قد صدَّرت للعالم لاعبي كرة القدم، والكويت الممثلين، والإمارات السياحة والسفر، والبحرين السينمائيين، وعمان الإنسان الجميل، فإن المملكة تصدر الشعراء كأقوى ثروة ذات تأثير إعلامي لا يضاهى.
ما زال برنامج شاعر المليون الشهير يقوم على قوة شعرية سعودية منافسة، وما زال يقدّم شعراء مدهشين, بما يدل نجاح أي أمسية شعرية تختارها من هؤلاء الملهمين، سواء من بين من جلس على كرسي شاعر المليون أو ممن سبق عهد هذا الكرسي، وإذا جلس عليه السابقون من مشاهير الشعر في السعودية زادوه شهرة وتأثيراً ووسعوا من نطاق مشاهدته.
في أمسية وطني الحبيب، وقف مساعد الرشيدي كزعيم، وتركي المريخي كملك، وفيصل اليامي كرئيس، ومحمد بن مريبد كعرّاب، وعفاس بن حرباش كفارس، في حين بدت الشاعرات كجمانات على شاطئ شعر لا تغرب عنه الشمس.
جمهور الشعر على موعد مع هذه الأمسية على قناة روتانا خليجية خلال هذا الأسبوع بوصفها الراعي الفضائي، وبرعاية تقنية من إبداع الحدث، وتسهيلات لوجستية من مركز الملك فهد الثقافي ودعم من طاقم المتطوّعين والمنظّمين الذين قادوا السفينة بمهارة إلى فضاءات الإبداع.