فهد بن جليد
قريباً سيتمكن المُسافر عن طريق (مطار دبي)، من إنهاء إجراءات مُغادرته، وشحن الأمتعة، من داخل سيارة الأجرة، وهو في طريقه للمطار، تمشياً مع استراتيجية (إسعاد الناس)!.
الفكرة ببساطة تقدم بها أحد موظفي (تاكسي دبي)، وعُرضت على (إدارة المطار) التي رحبت بها، الخطوات التي سيتم إنهاء داخل (التاكسي) وأنت في طريقك للمطار، تتمثل في (وزن الأمتعة)، اختيار المقعد، طباعة (البوردنق)، وضع كل العلامات - Luggage Tag - والملاحظات والأرقام اللازمة على الأمتعة، وعند الوصول للمطار كل ما عليك هو التوجه إلى (بوابة الطائرة)، فيما يتم استلام الأمتعة من (سائق التاكسي) لشحنها مباشرة، دون الحاجة لوجود المسافر!.
هي أفكار صغيرة، تحقق أهداف كبيرة، و تمنح المسافر الطمأنينة، و مزيداً من الوقت للاستمتاع بالمطار، والتسوق ونحوه، وتنهي الازدحام عند (كاونتر) المُغادرة ..إلخ!.
مطارات العالم تتنافس على تحسين خدماتها، وتعجيل إجراءاتها، بتفعيٍّل تقنية المعلومات لخلق المنافسة، وتحقيق مفهوم (المطار الذكي)، ففي المنطقة العربية تتصدر (مطارات الخليج) هذا لمفهوم، باعتمادها على - تقنية - منح السعادة للمسافر، وليس جلب - التعاسة وضيق الخلق - كون العوائد من هذه الخدمات تتجاوز عوائد، أجرة هبوط ، وإقلاع الطائرات، وبيع الوقود، فسياسة الاستثمار في الأسواق والمقاهي، والمطاعم، والفنادق ..إلخ تعد من أساسيات التطوير المُربحة، وقبل هذا كله (سرعة الإنجاز)، ومنح المسافر الشعور بأنه يسيطر على (الوقت) ويديره بالشكل الصحيح داخل المطار ..!.
في عام 2005م نُشرت دراسات تتحدث عن تحول العديد من مطارات العالم إلى (مطارات ذكية)، وزيادة إنفاقها بحلول عام 2015 م - الذي نعيشه الآن - من خلال تخصيص عشرات المليارات للحلول التكنولوجية، لتعجيل وتسريع الخدمات، وتحسين الأجواء الممتعة داخل المطارات، وهو ما يزيد أرباح هذه المطارات من خلال صرف، ورضاء المسافر، وشركة الطيران!.
إذا كانت معظم مطارات العالم - والخليج تحديداً - زادت (ذكاءً) و (فطنة) بالفعل، فإن المسافر عبر مطاراتنا زاد (صبراً) و(حنكة) وسعادة، فهو يحتسب الأجر، ولا يحمل (حقائب سفر)، ليصبح (خفيفاً) من باب الطيارة إلى باب المطار، (ويا بخت من سافر وخفف..) !.
وعلى دروب الخير نلتقي..