موضي الزهراني
في طور المطالبات المستمرة بتغيير أوضاع البيئة المدرسية السيئة التي تعاني منها المناطق الرئيسية في المملكة، فكيف بالبعيدة في المحافظات والقرى البعيدة، فإن الوضع للأسف ما زال بائساً، ولا ينبئ بحماس أي وزير يتولى هذه الوزارة الضخمة في مخصصاتها المالية سنوياً، والضخمة في كوادرها الإدارية والفنية والتعليمية على مستوى المراحل المختلفة! فالملف الهام من ضمن ملفات الوزارة هو (ملف جاهزية المدارس لاستقبال الطلاب منذ بداية العام الدراسي حتى نهايته) مع مراعاة التغيّرات الجوية التي لا تجد الوزارة لها حلاً إلا (بتعليق الدراسة) والذي أصبح خبراً مفرحاً لجميع الطلبة والطالبات للاستراحة من يومهم الدراسي الممتلئ بالتذمر من خدمات المدرسة، ونفاد صبرهم من البرنامج الروتيني على الرغم من «ساعات الدوام القليلة» مقارنة بالدول الأخرى! والمواقف المؤسفة التي حدثت في بعض المدارس باختلاف المناطق والمراحل الدراسية شاهد قوي على فشل القائمين في إدارات التشغيل والصيانة في وزارة التعليم على مدار السنوات الماضية، والتي تؤكّد أن ملل وكره الطلاب والمعلمين للعودة للمدارس مبرر، ولهم الحق في مشاعرهم السلبية تجاه أوضاع المدارس سواء للبنين أو البنات، والدليل ما يلي:
1 - في إحدى مدارس البنات بالرياض يضطر أولياء الأمور لاستخدام ماسورة «صرف صحي» بالجدار لمناداة بناتهم للخروج، وهذا الاختراع العالمي الذي يُشرف الوزارة استحدثه أولياء الأمور للنداء! وتعتبر مهزلة فعلاً بحق إدارة المدرسة، وبحق الإدارة العليا المشرفة على صيانة المدارس في الوزارة!
2 - مدرسة أخرى ابتدائية بالرياض سقوط مروحة على رأس طالبة وهي جالسة في أمان الله بالفصل، مما تسبب في إصابتها ونقلها للمستشفى للعلاج! وهذه المدرسة 153 قد اشتكى أولياء الأمور من تهالك مبناها وفصولها غير المهيأة للدراسة! ولكن لا حراك ولا تدخل لحماية الطالبات من نتائج الاستهلاك البشري اليومي لمبنى متهالك! وتخيلوا هذين الحدثين المؤسفين في مدارس العاصمة وليست في قرية جبلية يصعب تواصل إداراتها مع إدارات الصيانة بالوزارة للتدخل العاجل!
3 - ويتم ختام الأسبوع الماضي بحدث آخر بعد سقوط شباك حديدي من الدور الثاني على رأس طالب في مدرسة أهلية في ينبع مما تسبب في إصابته ونقله للمستشفى، وتقدّم ولي الأمر بالشكوى للجهات المختصة ومنها إلى المحكمة العامة بسبب إهمال إدارة المدرسة في إنقاذ ابنه وقت الحدث!
فهذه الحوادث بلا شك هناك الكثير منها قد لا نعلم عنه، والسبب ضعف البنية التحتية لأغلب المدارس السعودية، فأصبح خروج الطلاب والطالبات للمدارس كابوساً يقلق راحة الأهالي واطمئنانهم على أبناءهم في مدارس حكومية أو أهلية «والتي يعتبر ملفها من الملفات الضخمة التي على وزير التعليم عدم إهماله» ولكن الأولى التركيز على الملفات التي تشكِّل خطورة على أرواح الدارسين، وتسيء لإنسانيتهم، والتي لا تُحترم داخل مدارسهم التي من المتوقّع أن توفر لهم البيئة المدرسية الآمنة وهذا حق من حقوقهم بدون نقاش، ولكن الواقع يحكي عكس ذلك، وعلى الجهات الحقوقية الآن التحرّك بقوة لإحقاق هذا الحق وحماية الطلاب والطالبات من هذا الإهمال الواضح في أغلب المدارس لخدمات كثيرة مهملة تتجاوز خطورة الماسورة والمروحة!