أ.د عبدالله بن أحمد الفيفي
(28 - شهادة «العهد القديم»- 1)
إن كتب التاريخ القديمة شواهد بنقيض ما ذهب إليه (د. كمال الصليبي)، مثلما رأينا في المقالات السابقة، لدى (هيرودوت)، و(سترابو)، و(ألينيوس)، و(يوسيفُس)، و(ابن مُنَبِّه)، و(الهمداني). ثمَّ لنعُد في هذا المقال إلى الكتاب المقدَّس نفسه الذي جاء الرجل ليُأوِّله تأويلًا جديدًا، متَّخِذًا إيّاه وثيقة تاريخ، وسنجده شاهدًا عليه لا له أيضًا.
لنأتِ هنا إلى قراءة واقعيَّة أمينة للعهد القديم، بعيدةً عن التأويلات أو التخرّصات المجّانيَّة. ها هو ذا بين أيدينا «العهد القديم» - على الرغم ممّا يكتنفه من التباس وغموض أحيانًا - ناطق بالبيئة التي دارت فيها الأحداث التي يرويها. فهو، أوَّلًا، ينقل إلينا جغرافيَّة الأرض المقصودة فيه، من (البحر الأحمر) جنوبًا إلى (البحر الأبيض المتوسط) شمالًا، ومن (صحراء سيناء) غربًا إلى نهر (الفُرات): «وأَجْعَلُ تُخُومَكَ مِنْ بَحْرِ سُوفٍ إلى بَحْرِ فِلِسْطِينَ، ومِنَ البَرِّيَّةِ إلى النَّهْر.»(1) وينقل إلينا من تاريخ (بني إسرائيل) - قبل تدمير (نَبُوخَذْ ناصَّر) (أورشليمَ) - ملامحَ تاريخيَّة لا ريب في أنها كانت تدور في بلاد الشام، لا في أيّ مكانٍ آخر، وتبدو أبعد ما تكون عن الجزيرة العربيَّة. من ذلك، على سبيل النموذج، ما يأتي:
ما ساقه «العهد القديم» عن المَلِك (سليمان) - مشيرًا إلى بناء الهيكل والقصر في (أورشليم - القدس)، وتحالفه مع ملك مدينة (صور) اللبنانيَّة، المعاصر له (حيرام الأوّل، 935- 919ق.م)، وتزويده سليمانَ بأخشاب الأرز والسَّرو من جبال (لبنان). وإرساله الأيدي الفنيَّة والصنّاع والذهب إلى أورشليم، لأعمال البناء والطلاء والزخرفة. وقد منحه سليمان لِقاء ذلك تنازلًا عن عشرين مدينة في (الجليل)، بشَمال (فلسطين). ثمَّ يُعقب «العهد القديم» ذلك في (سفر الملوك الأوّل)(2) بقُدوم ملكة (سبأ) على سليمان، وما دار بينهما:
«وأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ عَبِيدَهُ إِلَى سُلَيْمَانَ... فَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حِيرَامَ يَقُولُ: «... وهأَنَذَا قَائِلٌ عَلَى بِنَاءِ بَيْتٍ لاسْمِ الرَّبِّ... والآنَ فَأْمُرْ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزًا مِنْ لُبْنَانَ... لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَنَا أَحَدٌ يَعْرِفُ قَطْعَ الخَشَبِ مِثْلَ الصِّيْدُونِيِّينَ». فَلَمَّا سَمِعَ حِيرَامُ كَلاَمَ سُلَيْمَانَ، فَرِحَ جِدًّا... وأَرْسَلَ حِيرَامُ إِلَى سُلَيْمَانَ قَائِلًا: «... أَنَا أَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِكَ فِي خَشَبِ الأَرْزِ وخَشَبِ السَّرْوِ. عَبِيدِي يُنْزِلُونَ ذلِكَ مِنْ لُبْنَانَ إِلَى البَحْرِ، وأَنَا أَجْعَلُهُ أَرْمَاثًا فِي البَحْرِ إِلَى المَوْضِعِ الذي تُعَرِّفُنِي عَنْهُ وأَنْقُضُهُ هُنَاكَ، وأَنْتَ تَحْمِلُهُ، وأَنْتَ تَعْمَلُ مَرْضَاتِي بِإِعْطَائِكَ طَعَامًا لِبَيْتِي»... وسَخَّرَ المَلِكُ سُلَيْمَانُ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، وكَانَتِ السُّخَرُ ثَلاَثِينَ أَلْفَ رَجُل. فَأَرْسَلَهُمْ إِلَى لُبْنَانَ عَشْرَةَ آلاَفٍ فِي الشَّهْرِ بِالنَّوْبَةِ. يَكُونُونَ شَهْرًا فِي لُبْنَانَ وشَهْرَيْنِ فِي بُيُوتِهِمْ. وكَانَ أَدُونِيرَامُ عَلَى التَّسْخِيرِ. وكَانَ لِسُلَيْمَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا يَحْمِلُونَ أَحْمَالًا، وثَمَانُونَ أَلْفًا يَقْطَعُونَ فِي الجَبَلِ... وأَمَرَ المَلِكُ أَنْ يَقْلَعُوا حِجَارَةً كَبِيرَةً، حِجَارَةً كَرِيمَةً لِتَأْسِيسِ البَيْتِ، حِجَارَة مُرَبَّعَةً. فَنَحَتَهَا بَنَّاؤُو سُلَيْمَانَ، وبَنَّاؤُو حِيرَامَ والْجِبْلِيُّونَ، وهَيَّأُوا الأَخْشَابَ وَالحِجَارَةَ لِبِنَاءِ البَيْتِ... وأَرْسَلَ المَلِكُ سُلَيْمَانُ وأَخَذَ حِيرَامَ مِنْ صُورَ... فَأَتَى إِلَى المَلِكِ سُلَيْمَانَ وعَمِلَ كُلَّ عَمَلِهِ. وصَوَّرَ العَمُودَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ... وعَمِلَ حِيرَامُ المَرَاحِضَ وَالرُّفُوشَ والمَنَاضِحَ. وانْتَهَى حِيرَامُ مِنْ جَمِيعِ العَمَلِ الَّذِي عَمِلَهُ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِبَيْتِ الرَّبِّ... والقَوَاعِدَ العَشَرَ والمَرَاحِضَ العَشَرَ عَلَى القَوَاعِدِ. والبَحْرَ الوَاحِدَ والاثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا تَحْتَ البَحْرِ. وَالقُدُورَ وَالرُّفُوشَ والمَنَاضِحَ. وجَمِيعُ هذِهِ الآنِيَةِ الَّتِي عَمِلَهَا حِيرَامُ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ لِبَيْتِ الرَّبِّ هِيَ مِننُحَاسٍ مَصْقُول. فِي غَوْرِ الأُرْدُنِّ سَبَكَهَا المَلِكُ، فِي أَرْضِ الخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وصَرَتَانَ... أَعْطَى حِينَئِذٍ المَلِكُ سُلَيْمَانُ حِيرَامَ عِشْرِينَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ الجَلِيلِ. فَخَرَجَ حِيرَامُ مِنْ صُورَ لِيَرَى المُدُنَ الَّتِي أَعْطَاهُ إِيَّاهَا سُلَيْمَانُ، فَلَمْ تَحْسُنْ فِي عَيْنَيْهِ. فَقَالَ: «مَا هذِهِ المُدُنُ الَّتِي أَعْطَيْتَنِي، يَا أَخِي؟» ودَعَاهَا «أَرْضَ كَابُولَ» إِلَى هذَا اليَوْمِ... وعَمِلَ المَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُنًا فِي عِصْيُونَ جَابَرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ(3) فِي أَرْضِ أَدُومَ... وسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ لِمَجْدِ الرَّبِّ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَهُ بِمَسَائِلَ. فَأَتَتْ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدًّا، بِجِمَال حَامِلَةٍ أَطْيَابًا وذَهَبًا كَثِيرًا جِدًّا وحِجَارَةً كَرِيمَةً. وأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وكَلَّمَتْهُ بِكُلِّ مَا كَانَ بِقَلْبِهَا. فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. لَمْ يَكُنْ أَمْرٌ مَخْفِيًّا عَنِ المَلِكِ لَمْ يُخْبِرْهَا بِهِ. فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا كُلَّ حِكْمَةِ سُلَيْمَانَ، والبَيْتَ الَّذِي بَنَاهُ... لَمْ يَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: «... زِدْتَ حِكْمَةً وصَلاَحًا عَلَى الخَبَرِ الَّذِي سَمِعْتُهُ. طُوبَى لِرِجَالِكَ...». وأَعْطَتِ المَلِكَ مِئَةً وعِشْرِينَ وزْنَةَ ذَهَبٍ وأَطْيَابًا كَثِيرَةً جِدًّا وحِجَارَةً كَرِيمَةً. لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِثْلُ ذلِكَ الطِّيبِ فِي الكَثْرَةِ... وكَذَا سُفُنُ حِيرَامَ الَّتِي حَمَلَتْ ذَهَبًا مِنْ أُوفِيرَ، أَتَتْ مِنْ أُوفِيرَ بِخَشَبِ الصَّنْدَلِ كَثِيرًا جِدًّا وبِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ. فَعَمِلَ سُلَيْمَانُ خَشَبَ الصَّنْدَلِ دَرَابَزِينًا لِبَيْتِ الرَّبِّ وبَيْتِ المَلِكِ، وأَعْوَادًا ورَبَابًا لِلْمُغَنِّينَ... وأَعْطَى المَلِكُ سُلَيْمَانُ لِمَلِكَةِ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا الَّذِي طَلَبَتْ، عَدَا مَا أَعْطَاهَا إِيَّاهُ حَسَبَ كَرَمِ المَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَانْصَرَفَتْ وذَهَبَتْ إِلَى أَرْضِهَا هِيَ وعَبِيدُهَا. وكَانَ وَزْنُ الذَّهَبِ الَّذِي أَتَى سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ سِتَّ مِئَةٍ وسِتًّا وسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ. مَا عَدَا الَذِي مِنْ عِنْدِ التُّجَّارِ وتِجَارَةِ التُّجَّارِ وجَمِيعِ مُلُوكِ العَرَبِ ووُلاَةِ الأَرْضِ... وعَمِلَ المَلِكُ كُرْسِيًّا عَظِيمًا مِنْ عَاجٍ وغَشَّاهُ بِذَهَبٍ إِبْرِيزٍ. ولِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ. ولِلْكُرْسِيِّ رَأْسٌ مُسْتَدِيرٌ مِنْ وَرَائِهِ، ويَدَانِ مِنْ هُنَا ومِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ الجُلُوسِ، وأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ اليَدَيْنِ. واثْنَا عَشَرَ أَسَدًا وَاقِفَةً هُنَاكَ عَلَى الدَّرَجَاتِ السِّتِّ مِنْ هُنَا ومِنْ هُنَاكَ. لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ المَمَالِكِ. وجَمِيعُ آنِيَةِ شُرْبِ المَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَهَبٍ... وجَعَلَ المَلِكُ الفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ الحِجَارَةِ... وكَانَ مَخْرَجُ الخَيْلِ الَّتِي لِسُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ... وكَانَتِ المَرْكَبَةُ تَصْعَدُ وتَخْرُجُ مِنْ مِصْرَ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِل مِنَ الفِضَّةِ، والفَرَسُ بِمِئَةٍ وخَمْسِينَ. وهكَذَا لِجَمِيعِ مُلُوكِ الحِثِّيِّينَ ومُلُوكِ أَرَامَ كَانُوا يُخْرِجُونَ عَنْ يَدِهِمْ.»
ويُلحظ هنا أن «العهد القديم» يتحدَّث عن العرب بوصفهم أُمَّة أخرى، مستقلَّة عن بني إسرائيل: «وجَمِيعِ مُلُوكِ العَرَبِ ووُلاَةِ الأَرْضِ». وأنهم كانوا يدفعون الأموال لسليمان ويفِدون عليه كغيرهم من الأُمم، كما فعلت مَلِكة سبأ.(4) ومَقْدم ملكة سبأ دالٌّ على نأي أراضيها عن أرض سليمان، لا أنها مجاورة له. بل لو كان سليمان مستوطنًا في (عسير)، لكان في حقيقة الأمر ضمن مملكتها! لأن أرضه داخلة في نطاق ما كان يُسمَّى «اليَمَن» في تلك الأيّام. فكان ينبغي أن يكون تابعًا لها، أو هي تابعة له، لا أن تكون لهما مملكتان عظميان في إقليم واحد، ولا يدري أحدهما عن الآخر، إلّا بالطير، وبمساعدة الجن والعفاريت، حسب القِصَّة القرآنيَّة! ولذا جاء في «العهد الجديد»، «إنجيل لوقا»(5): أن المَلِكة أتت إلى سليمان «مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ». فكيف يُقال بعد هذا إن بني إسرائيل كانوا عشيرة من العرب البائدة، تعيش في (عسير) وسط محيط من أهلهم العرب؟!
وكذلك نجد ذِكر العرب بعدئذٍ في سِفر «أخبار الأيّام الثاني»(6)، مع مَلِكٍ آخر، هو مَلِك يهوذا (يَهُوشَافَاطَ بن آسا)، الذي حكم (875- 850ق.م. تقريبًا)، حيث نقرأ: «وبَعْضُ الفِلِسْطِينِيِّينَ أَتَوْا يَهُوشَافَاطَ بِهَدَايَا وحِمْلِ فِضَّةٍ، والعُرْبَانُ أَيْضًا أَتَوْهُ بِغَنَمٍ: مِنَ الكِبَاشِ سَبْعَةِ آلاَفٍ وسَبْعِ مِئَةٍ، ومِنَ التُّيُوسِ سَبْعَةِ آلاَفٍ وسَبْعِ مِئَةٍ.» ولمَّا خلَفَ يَهُوشَافَاطَ ابنُه (يَهُورَامُ) على المُلك، تحالف عربُ الجزيرة العربيَّة - كما يقصّ علينا «العهد القديم» - مع الفلسطينيِّين في محاربته. فجاء: «وأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ الفِلِسْطِينِيِّينَ والْعَرَبَ الَّذِينَ بِجَانِبِ الكُوشِيِّينَ(7)، فَصَعِدُوا إِلَى يَهُوذَا وافْتَتَحُوهَا، وسَبَوْا كُلَّ الأَمْوَالِ المَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ المَلِكِ مَعَ بَنِيهِ ونِسَائِهِ أَيْضًا، ولَمْ يَبْقَ لَهُ ابْنٌ إِلاَّ يَهُوآحَازُ أَصْغَرُ بَنِيهِ.»(8)
كما يمكن التوقف أيضًا مع ما ساقه «العهد القديم» عن تاريخ المَلِك (سليمان) - مشيرًا إلى علاقته بـ(مِصْر)، و(بعلبك)، و(تَدْمُر)، و(لبنان)، والشعوب التي كانت مستوطنة في بلاد الشام - قائلًا:
«وهذَا هُوَ سَبَبُ التَّسْخِيرِ الَّذِي جَعَلَهُ المَلِكُ سُلَيْمَانُ لِبِنَاءِ بَيْتِ الرَّبِّ وبَيْتِهِ وَالقَلْعَةِ وسُورِ أُورُشَلِيمَ وحَاصُورَ ومَجِدُّو وجَازَرَ. صَعِدَ فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ وأَخَذَ جَازَرَ وأَحْرَقَهَا بِالنَّارِ، وقَتَلَ الكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي المَدِينَةِ، وأَعْطَاهَا مَهْرًا لابْنَتِهِ امْرَأَةِ سُلَيْمَانَ. وبَنَى سُلَيْمَانُ جَازَرَ وبَيْتَ حُورُونَ السُّفْلَى وبَعْلَةَ وتَدْمُرَ(9) فِي البَرِّيَّةِ فِي الأَرْضِ، وجَمِيعَ مُدُنِ المَخَازِنِ الَّتِي كَانَتْ لِسُلَيْمَانَ، ومُدُنَ المَرْكَبَاتِ ومُدُنَ الفُرْسَانِ، ومَرْغُوبَ سُلَيْمَانَ الَّذِي رَغِبَ أَنْ يَبْنِيَهُ فِي أُورُشَلِيمَ وفِي لُبْنَانَ وفِي كُلِّ أَرْضِ سَلْطَنَتِهِ. جَمِيعُ الشَّعْبِ البَاقِينَ مِنَ الأَمُورِيِّينَ والحِثِّيِّينَ والفِرِزِّيِّينَ والحِوِّيِّينَ واليَبُوسِيِّينَ...».(10)
أفنُلغي كتاب (بني إسرائيل) هذا لنقرأ كتاب (كمال الصليبي)؟!
** ** **
(1) العهد القديم، سِفر الخروج، 23: 31. (2) من الإصحاحات 5، 7، 9، 10.
(3) أَيْلَة: ما يسمَّى (العقبة) اليوم، بجنوب (الأردنّ). و(بحر سُوف) هنا يؤكِّد ما سبق أن قلناه من أنه إشارة إلى (خليج العقبة).
(4) ويتكرّر ذِكر ذلك بتفاصيله في: (سِفر أخبار الأيّام الثاني، الإصحاح التاسع).
(5) 11: 31. (6) 17: 11.
(7) «الكوشيّون» إشارة إلى الأفارقة السودان، من الأحباش وما شاكلهم. وكان «العهد القديم» يشير إلى عرب جنوب الجزيرة العربيّة بخاصَّة، وربما الحجاز، بأنهم «بجانب الكوشيِّين»؛ لأنه لا يفصل بينهم وبين أفريقيا إلّا مضيق باب المندب، أو البحر الأحمر، الذي كان يُطلق عليه قديمًا «خليجًا». ربما أضيف إلى (العرب)، كما عند (17: 1:Strabo, 21)، أو إلى (أريتيريا)، كما عند (Herodotus, Book 3, Chap. 9).
(8) أخبار الأيّام الثاني، 21: 16- 17.
(9) بناء (تَدْمُر) من قِبَل (سليمان) هو ما سبقت الإشارة إليه في شِعرٍ (للنابغة الذبياني، -604م).
(10) م.ن، سفر الملوك الأوّل، 9: 15- 20.