عبد الاله بن سعود السعدون
لكل شعوب العالم طموحات عديدة من أجل نيل حقوقهم المسلوبة وتشكيل كيان سياسي للمحافظة عليها من السلب مرة أخرى وكل هذا يتطلب ظهور رمز وطني شجاع وأمين على قضية شعبه.
وكان رمز نضال الشعب الكردي من أجل استعادة حريته وكرامة شعبه الزعيم مصطفى البرزاني الرمز الذي التف كل الشعب الكردي حوله والذي بعثرته معاهدة سايكس بيكو بين أربعة دول متجاورة تمنع التواصل بين هذه الشعوب المنكوبة حتى أصبح الكردي في بلاد فارس لا يتفاهم لغوياً مع شقيقه الكردي في ديار بكر في تركيا الحديثة لكثرة اللهجات غير المستمدة من لغة واحدة.
واصل مسعود البرزاني طريق النضال مع شعبه الكردي لنيل الفيدرالية مع شقيقه الشعب العربي في العراق ما بعد الغزو الأنجلو أمريكي لبغداد واستطاع بخبرته الواسعة وحكمته السياسية من المشاركة في تأسيس المؤسسات الدستورية في الدولة الديمقراطية الفيدرالية في العراق إلا أن تناحر الكتل والأحزاب المذهبية أبعدت تواصل الشعب الكردي بشقيقه العربي باتباع سياسة طائفية مفرقة لوحدة العراق، وأكل الفساد كل مؤسساته مما وسع الفتق بين الشعبين الشقيقين.
الرئيس مسعود البرزاني انتخب لرئاسة كردستان بالتصويت المباشر عام 2009م من أبناء الشعب الكردي بأغلبية ساحقة حيث صوت لصالحه أكثر من70% من أصوات الناخبين وللحقيقة فقد حقق الرئيس الشيخ مسعود كل طموحات شعبه من استقلالية القرار السياسي لكردستان وتطبيق خطط اقتصادية تنموية يشاهد مظاهرها كل من زار كردستان العراق وتهافت المستثمرون على المشاركة في تعمير مدن كردستان من سفلتة لكل الطرق الداخلية والدولية وبناء مطار عصري يربط أربيل والسليمانية بالعالم الخارجي علاوة على علاقات متميزة مع الجوار العربي للعراق.
وكردستان كانت وستبقى مصيف العراق ورمز سياحته الحديثة وترحيب الشعب الكردي بكل السواح من الدول العربية الشقيقة واكتملت في مواقعها السياحية الفنادق الممتازة والمطاعم الغنية بالوجبات العراقية والكردية المختارة والمشهورة بطيب مذاقها علاوة على توفر الفواكه الطازجة المنتقاة من بساتين كردستان.
وفي الآونة الأخيرة طرح اقتراح التمديد لرئاسة الزعيم مسعود البرزاني حتى يكمل مسيرته الوطنية في خدمة شعبه ووطنه، حيث إن شخصيته تمثل دائماً الثقل المرجح لحل كل القضايا العراقية، ومع عدم توافق الأحزاب السياسية والتي بلغ تعدادها خمسة أحزاب {الحزب الديمقراطي، والحزب الوطني، وحزب التغيير(كوران)، وحزب الحركة الإسلامية والاتحاد الإسلامي} تعثر إنجاز انتخاب الرئيس لفترة جديدة ومع اختلاف أفكار ورؤى الأحزاب السياسية وممثليهم في البرلمان، تداخلت أيضاً القوى الإقليمية والدولية بمشاريع متعددة كل منها يخدم مصالحه ومنافعه الوطنية ومصلحة الشعب الكردي قد تأتي متأخرة لسلم الأولويات الإقليمية والدولية والمسئولية المباشرة تقع على عاتق رجال السياسة الكردية ويشهد تاريخ العراق السياسي لوطنية وأخلاق الزعماء الأكراد الذين تولوا الوزارة في العهد الملكي العراقي.
الحالة المرتبكة سياسياً والتي يمر بها العراق بأكمله وتأثيراتها المباشرة على إقليم كردستان مع تداعيات الوجود الإجرامي لعصابة داعش وتهديداتها للأمن القومي العراقي، ومعه إقليم كردستان تفرض الحاجة الماسة والضرورة القومية للأشقاء الأكراد من ترك المصالح والخلافات الحزبية الضيقة والاتجاه نحو وحدة القرار الكردي ومكافأة القيادة الوطنية الممثلة بالرمز القومي الشيخ مسعود البرزاني بتثبيت رئاسته ليس لتشبثه بالكرسي فهو قائد الأمة الكردية بلا منازع – بالمنصب أو بدونه - ولكن المصلحة الوطنية العليا تتطلب بقاءه ليقود دفة السفينة الكردية لبر الأمان وذلك بإجراء انتخابات عامة رئاسي.
والشعب الكردي كباقي شعوب الأرض لا ينسى تضحيات وجهاد زعاماته وسيعود البرزاني رئيساً لكردستان العراق بصوت شعبي موحد معترفاً بزعامته للقضية الكردية وتثبيتاً للسجل الوطني الذي سطر المكاسب السياسية والاقتصادية العديدة التي تحققت لهذا الشعب والتي حققها رمز كردستان مسعود البرزاني.