د. عبدالواحد الحميد
أستطيع أن أتفهم انزعاج مربي الإبل من الإجراءات التي اتخذتها الجهات الصحية بشأن منع الإبل من دخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج، ومنع أضحية الإبل في عيد الأضحى في جميع مناطق المملكة، ففي النهاية هم يبحثون عن مصالحهم وبعضهم استثمر الملايين ثم يجد نفسه في هذا الوضع الذي لا يُحسد عليه.
لكن الأهم والأخطر هو ما جاء في المعلومات التي وردت على لسان وكيل وزارة الزراعة المساعد لشؤون الثروة الحيوانية في المؤتمر الصحفي الذي عُقد في الأسبوع الماضي ونشرت «الجزيرة» تقريراً عنه، حيث وردت المعلومات الآتية:
ثبت وجود فيروس كورونا في الإبل وتشابهها مع العينات البشرية التي أصيبت بالمرض.
كانت الإبل هي الحيوانات الوحيدة التي ثبت وجود علاقة بينها وبين كورونا حتى الفترة الحالية، ولم يثبت وجود تلك العلاقة مع أي حيوان آخر.
هذه النتائج أثبتتها الأبحاث التي أجراها أربعون فريقاً استقصائياً وثماني فرق في كل منطقة ومائتا كادر بيطري على ثمانية آلاف حيوان في المملكة.
أثبتت الأبحاث وجود حالات إيجابية عن إصابة الإبل بفيروس كورونا في مرحلة من مراحل حياتها بنسبة 87 بالمائة من الإبل بمختلف المناطق.
هذه المعلومات المقلقة تحتم على الجهات الرسمية ذات العلاقة أن تتخذ أقصى الاحترازات اللازمة، وبخاصة مع تزايد أعداد المصابين بكورونا ونحن على أبواب موسم الحج.
الجهات الصحية مسؤولة عن سلامة المواطنين والمقيمين ومسؤولة عن سلامة الحجاج، وبالتالي ليس من المعقول تجاهل النتائج التي أسفرت عنها الأبحاث والدراسات والتي ربطت بين مرض كورونا والإبل.
لا نحتاج إلى القول إن هناك شرائح كثيرة في مجتمعنا ارتبطت حياتها بالإبل كمصدر للدخل ولقمة العيش، وهناك من هو متعلق بها كهواية حتى وإن كان لا يعتمد في كسب معيشته من تربيتها. ولكن مع التقدير لكل تلك الاعتبارات فإنّ حياة الناس هي الأهم، وعلى الحكومة أن تحل مشكلة مربي الإبل دون تعريض حياة الناس للخطر.
أما الخطوة التي يجب أن تتواكب مع الإجراءات الأخيرة، فهي تلك التي تتعلق بمهرجانات الإبل والتي يمكن أن تكون بيئة مساعدة لانتقال المرض واستفحاله. هذا هو كلام المختصين والعلماء العارفين أكثر من غيرهم بفيروس كورونا، وعلينا أن نستمع إلى ما يقولون، مع الاحترام والتقدير للجميع.