موضي الزهراني
تحت شعار أطفالنا مستقبلنا انعقد الاجتماع الثالث للجنة الاستشارية العربية لحقوق الطفل حول «الاستراتيجية العربية للنهوض بأوضاع الطفولة في الوطن العربي لما بعد 2015م» في جامعة الدول العربية بالقاهرة (قطاع الشؤون الاجتماعية - إدارة المرأة والأسرة والطفولة)، بمشاركة الوفد السعودي برئاسة الدكتورة وفاء بنت حمد الصالح الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة. وتناولت أجندة الاجتماع على مدار اليومين العديد من القضايا التي تمس وضع الأطفال العرب، وتمثل أولويات في المنطقة العربية، مثل العنف ضد الأطفال بأنواعه، وقضايا تجنيد الأطفال، والأطفال في النزاعات المسلحة، والمطالبة بضمان حقوق الأطفال في حالات الطوارئ، مثل (توفير الخدمات الصحية والتعليمية)، وعمالة الأطفال، ووضع الأطفال اللاجئين، وحماية الأطفال المهمشين (أطفال الشوارع الذين تم استبدال اسمهم بأطفال الأمل في جلسات الاجتماع منعاً لإهانتهم أكثر من إهانة الظروف لهم، وكذلك الأطفال الأيتام وفاقدو الرعاية الوالدية). وناقش الاجتماع أيضاً الإعلام الموجَّه للطفل، والقوانين والتشريعات التي تضمن حقوق الأطفال في المنطقة العربية، وآليات الرصد والتبليغ (مثل آلية خطوط نجدة الطفل) الموجودة في أغلب الدول العربية.
وبالرغم من أن الاجتماع ناقش حقوقاً كثيرة للأطفال إلا أن أكثر ما نال اهتمام المشاركين من جميع الدول هو (حماية الطفل في الحروب والنزاعات)، وتم عرض معاناة وأوضاع الأطفال الذين يتعرضون للحرمان والإهمال والموت كذلك؛ بسبب سوء المعاملة وتردي الأحوال في الدول التي تعرضت للحروب، مثل (اليمن وسوريا والعراق وتونس)، خاصة أن حماية الطفل في النزاعات تتأثر بشكل قوي بسبب تراجع آليات الحماية لهم من مجتمعاتهم، ونتيجة الضغوطات التي تقع على أسرهم بسبب العنف وخسارة أقاربهم والتهجير للدول المجاورة ومصاعب الحياة!
ولكن قضية الأطفال اللاجئين هي الأهم من حيث الطرح والنقاش في الاجتماع، خاصة أن (معظم الدول العربية لم تصادق على اتفاقية اللاجئين لعام 1951م)، وأنه لا بد من العمل على تأمين سائر حقوقهم في البلد المقصد، ووضع تشريعات تراعي موضوع لَمّ شمل العائلة، وتتفادى فصل الطفل عن ذويه. وهذا ما ذكرته إحدى المشاركات من لبنان بثنائها مشكورة على تجربة المملكة العربية السعودية مع أطفال سوريا واليمن، ومنحهم الحقوق كافة التي تُشعرهم بأنهم - ولله الحمد - كأنهم في بلدهم الثاني، وليس لاجئين، عندما سمحت لهم حكومتنا باستقدام عوائلهم وبعض أقاربهم للعيش معهم بعد اتساع الحرب في بلادهم، ولم تمنعهم من الدخول على الحدود مثلما حدث من بعض الدول الأوروبية! فهذه التجربة الإنسانية لا بد من طرحها للدول الأخرى، سواء عربية أو أجنبية، التي ما زالت تُهمش هذه التجربة؛ ما يسيء لإنجازات التقارير الحقوقية العربية أمام المنظمات الحقوقية الدولية الأخرى، التي ما زالت تقلل من إنجازات وتجارب العرب في مجال حماية الأطفال وأُسرهم، وتأمين الحياة الكريمة لهم!
وكل عام وأنتم بخير، وأطفالنا في عيد سعيد بدون عنف ولا نزاع ولا حروب!