سلمان بن محمد العُمري
أتشرف بخدمة ضيوف الرحمن منذ أكثر من واحد وعشرين عاماً ألمس في كل سنة وعن قرب الجهود الكبيرة العظيمة الجبارة التي تبذلها المملكة قيادة وحكومة وشعباً في خدمة ورعاية حجاج بيت الله الحرام متّخذين شعار «خدمة الحاج شرفٌ لنا» وسام على صدورنا.
وهذا الشرف العظيم الذي سخّره المولى -عز وجل- للحكومة الرشيدة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- مروراً بأبنائه البررة وحتى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حملوا الراية في خدمة الإسلام والمسلمين بصفة عامة وضيوف الرحمن على وجه الخصوص، لهو منهج ثابت سارت عليه الدولة السّنّيّة الرشيدة الراشدة، واضعة كافة إمكاناتها المادية والبشرية لرعاية ضيوف الرحمن.
ويؤكّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ذلك في قوله: «إننا في المملكة العربية السعودية وقد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، نذرنا أنفسنا وإمكاناتنا وما أوتينا من جهد قيادة وحكومة وشعباً لراحة ضيوف الرحمن، والسهر على أمنهم وسلامتهم».
وخدمة المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن استمراراً للرعاية الكبيرة للأمة الإسلامية في حرصها على لم شملها، والإسهام في معالجة مشكلاتها وقضاياها، ومؤازرتها ومساعدتها لكلّ ما يخدم الإسلام والمسلمين في أنحاء المعمورة.
وهو ما يؤكّده -أيضاً- المليك المفدّى حيث يقول: «إننا من موقع مسؤوليتنا العربية والإسلامية، وانطلاقاً من دور المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي نؤكد حرصنا الدائم على لم الشمل العربي والإسلامي، وعدم السماح لأي يد خفية بأن تعبث بذلك، ونحن نتعاون مع إخوتنا وأشقائنا في دعم الجهود العربية والإسلامية لما فيه الخير والاستقرار».
إن المملكة العربية السعودية برجالاتها المخلصين الأوفياء وهي تبذل الجهود الكبيرة غير العادية، لا تتوقف عندها بل تسعى في كلّ عام للتحديث والتطوير والعمل الجاد الدؤوب، وتلمس الإيجابيات للتطوير، وملاحظة السلبيات إن وجدت لتلافيها وهذا هو منهج الإدارة الحكيمة الواعية الساعية للتطوير والنجاح.
وولاة الأمر في كلّ موسم حج يؤكّدون على ذلك لقناعتهم وإيمانهم العميق بشرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن التي لايضاهيها أيّ شرفٍ دنيوي. حيث يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: «وجهنا الجهات المعنية بمراجعة الخطط المعمول بها والترتيبات كافة والأدوار والمسؤوليات المناطة بمؤسسات الطوافة والجهات الأخرى وبذل كافة الجهود لرفع مستوى تنظيم وإدارة حركة ومسارات الحجيج بكل يسر وسهولة، وسيتم العمل -إن شاء الله- على تذليل كافة المعوقات والصعوبات ليتسنى لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في راحة وطمأنينة، فواجبنا كبير ومسؤوليتنا عظيمة في خدمة ضيوف الرحمن وهو شرف نعتز به، نسأل المولى -عز وجل- أن يأخذ بأيدينا ويوفقنا جميعاً في أداء هذه المهمة العظيمة الجليلة».
إن المنصفون والعقلاء من أبناء الأمة يقدّرون ما يبذل ويدعون لولاة أمرنا بالأجر والمثوبة على ما قدّموه وبذلوه. أما الحاقدون والمرجفون فإنهم ينغاضون من كل نجاح وإنجاز، والخيبة والحسرة تعتصرهم للنجاحات الكبيرة والإنجازات المتتالية؛ لأنهم أعداء للدين والملة ولايهمّهم كل شأن إسلامي متميّز، فما بالك بخدمة ورعاية ضيوف الرحمن.
نعم لا يرضيهم أيّ نجاح وتطوّر، وتجدهم يبحثون عن أيّ خلل وقصور قد يحدث بقصد أو بدون قصد حتى يزايدون عليه، ويتناقلونه في وسائل الإعلام المأجورة التي لا تسعى إلى الخير وبث الراحة والطمأنينة في نفوس المسلمين.
إنّ على حجاج بيت الله الحرام أن ينقلوا الصورة الحقيقية لما شاهدوه وما لمسوه من أعمال مباركة، وجهود عظيمة متواصلة لرعايتهم وخدمتهم طوال مكوثهم في بلاد الحرمين الشريفين بلا مقابل ولا منّة. بل يبتغون الأجر والمثوبة من رب العالمين.
وهاهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية يؤكّد -أيضاً-: «أنّ حكومة خادم الحرمين مستمرّة -بإذن الله تعالى- في تسهيل وتسخير إمكاناتها كافة لخدمة ضيوف الرحمن وأنها ماضية في الوقوف والتّصدّي لكلّ من يحاول العبث بأمن وسلامة الحج، وحجاج بيت الله الحرام».
وأمام هذه التأكيدات لولاة الأمر من عزمهم وحزمهم لهو أمرٌ تنشرح له الصدور، وتسعد له القلوب، وتفرح كل غيور يهمّه أمر الإسلام والمسلمين. وتغيض كل حاقد وحاسد لهذه الدولة المباركة.
إن الواجب علينا أن نفخر ونفاخر كسعوديين بهذه القيادة الرشيدة وحقّهم علينا الدعاء والوقوف معهم في السّرّاء والضّرّاء ضد كل من يحاول التشكيك أو التّصيّد في الماء العكر، والتنبّه لما يتناوله المرجفون الحاقدون في وسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي. وأخذ المعلومات دائماً من مصادرها الرسميّة وعدم الالتفاف لأصحاب الهوى وردعهم وعدم السّير في ركابهم.
حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا من شرّ الأشرار وكيد الفجار، وأدام الله علينا نعمة الأمن والأمان إنّه وليّ ذلك والقادر عليه.