فاطمة العتيبي
نشرت صحيفة التايمز اللندنية تقريراً حول شعور الغربيين المحاربين في سوريا بعدم المساواة وظهور الاختلافات الثقافية بينهم وبين المجاهدين المحليين. ويتذمر المسلمون الغربيون من الأمر لم يعد ينحصر في سرقة أحذيتهم وأجهزتهم المحمولة بل تجاوز ذلك إلى أنهم أصبحوا لا يشاركون في الجهاد. ووصف مسلمو الغرب الجهاديين بأنهم كسالى وسريعو الغضب وسيئو الألفاظ! وإنهم يتملكون البيوت ويعينون المواطنين السوريين حراساً لهم!.
وفي صحيفة الغارديان مقال يتحدث عن موت السوريين في الداخل والخارج وهو ما يشعر مجاهدي أوروبا الذين انضموا للجهاد مع داعش بأنهم لا يفعلون شيئاً ذا بال، فالسوريون الذين يخرجون يموتون وهم في انتظار القطارات في المجر التي إن أتت فهي لا تتحرك!.. ويموتون كذلك في الداخل، فليس هناك عمل منظم يستهدف إنقاذ الشعب السوري؛ فالمجاهدون «المحليون» كما تسميهم الصحيفة صاروا يتمتعون بما كسبوا من الغنائم ونسوا رسالتهم.. ويشعر الغربيون بأنهم وقعوا في شرك غواية العدالة والمساواة ودولة الخلافة المنقذة، ووجدوها فخ كبير لا يمكن الاستمرار فيه! إنها الكذبة الكبرى التي تغوي الناشئة والمحبطين وذوي المشكلات النفسية.
(العدالة) هذه المفردة الساحرة التي أتخذتها كل حركات الإسلام السياسي طعماً تستجلب فيها الضوء والمكاسب لأعضائها ثم ترمي من صدقوها إلى جوار براميل القمامة في محطات القطارات ليلقوا مصيرهم، إما الموت أو التشرد..!. فاتعظوا يا أولي الألباب واهتموا بأبنائكم، لا تتركوهم طعماً لحلم طوبائي لم يستمر في تاريخ الدولة الإسلامية إلا أربعين عاماً فقط هي عمر دولة صدر الإسلام والتي انتهت بانتهاء عهد علي بن أبي طالب 40 سنة هل توازي ألفاً وأربعمائة وستاً وثلاثين سنة..؟!.