عمر إبراهيم الرشيد
أعطى فصل هيئة الطيران المدني عن وزارة الدفاع انطباعاً جيداً لدى الجمهور، وأملاً في أن تصبح حركة هذا الجهاز الإداري المهم أكثر حيوية ورشاقة، وهذا ما كان يهدف إليه ذلك التعديل الحكومي الحصيف. وبالفعل، فقد سرى ذلك على كثير من الأجهزة الحكومية المترابطة مع وزارات تستظل بها إدارياً؛ إذ إن البيروقراطية وتشابك جهات عدة مع بعضها يشكلان عائقاً لها وحملاً على الوزارات المرجعية؛ فكانت تلك
إصلاحات إدارية حاسمة ومستحقة. هيئة الطيران المدني تحقق إنجازات طيبة، تمثلت في مشاريع المطارات الجديدة، وتلك التي تم تطويرها، وهذا يحسب لها، ونشد على أيدي قياداتها والعاملين فيها. وكذلك الحزم تجاه أي تسيب من قِبل العاملين في المطارات كما شهدنا قبل فترة، إضافة إلى تحويل مطارات داخلية إلى إقليمية، وأخرى إلى دولية، على الرغم من بطء هذه العملية وسط منافسة حامية من مطارات خليجية، كسبت سمعة دولية متعاظمة. ولا بد من إيفاء الهيئة حقها، وذكر إنجازاتها ومحاسنها كما تقتضي المهنية الصحفية تجاه أي جهة أو جهاز خدمي في هذا الوطن. كذلك تسليط الضوء على المثالب وأوجه التقصير قصد مساعدة أصحاب القرار فيها على جودة العمل وأداء الأمانة؛ لذا فالجمهور لا يزال يتساءل عما حصل للترخيص لشركتي الخطوط القطرية وطيران الخليج للعمل في قطاع النقل الجوي. والكل يعلم حاجة قطاع النقل الجوي لشركات عديدة لسد النقص والطلب المهول على المقاعد في سوق يعد من ضمن الأكبر في المنطقة، إن لم يكن أكبرها نسبة إلى عدد السكان. ويكفي حالة الاستنفار التي تشهدها المطارات وتزاحم البشر بعشرات الألوف، ليس في المواسم فقط، بل حتى في أيام العمل والمدارس ونهاية الأسبوع، أي على مدار العام؛ فعدد سكان المملكة تضاعف؛ وحركة السفر للعمل والسياحة والعلاج والتعليم داخلياً وخارجياً تضاعفت أضعافاً نتيجةً طبيعية.
المأمول من الهيئة استثمار الدعم الحكومي، وكذلك الشعبي المتمثل في حركة السفر المتعاظمة عاماً بعد آخر، وتعامل الجمهور مع خدماتها في المطارات، بأن تكون أكثر شفافية مع المجتمع، وتقدِّم المعلومة والخبر بدلاً من أن يتصيد البعض الشائعات، فيبثها على أنها أخبار موثوقة.
لقد سبق أن كتبت هنا عن الفرص الكامنة في السوق الخليجية المشتركة، التي من أهم قطاعاتها النقل، ومنه النقل الجوي، وكيف سينعكس إن تم فتح الأجواء الخليجية أمام شركات النقل الجوي فيها على حركة السفر وقطاع السياحة والاقتصاد والمجتمعات الخليجية عموماً.
والحقيقة، إن الناس استبشرت خيراً بمشروع قطار الشمال وما سوف يحدثه من نقلة عظيمة في تسهيل السفر والتنقل، بل جعله متعة بدلاً من أن يكون وعثاً أو حوادث على طرق ما زالت على حالها منذ عقود، من سوء محطات، وتردي خدماتها، ومناظرها المخجلة - حقيقةً - أمام الحجاج والزوار الخليجيين والعرب والأجانب كذلك، عدا المواطنين.
إن بلد الحرمين الشريفين يشكِّل مساحة شاسعة؛ ولا يمكن لطرق برية وحدها أن توفر وسيلة سفر بها، فما زلنا نقرأ ونشاهد آلاف الحوادث المميتة على تلك الطرق، ومعظمها - للأسف - لمعلمات، أجبرتهن الحاجة للسفر إلى قرى نائية للتعليم وكسب العيش.
هذا، إلى جانب أزمة نقص مقاعد الطيران المزمنة، وصعوبة الحجوزات، خاصة الداخلية منها؛ لذا فإنشاء الخطوط الحديدية التي تربط مناطق المملكة ببعضها، وأولى بشائرها قطار الشمال، أسعد الناس حقيقة؛ لأنه سوف يخفف عليهم ما يلاقونه من عناء ومشقة في أسفارهم وتنقلاتهم الداخلية، لكنه بالطبع لن يغني عن النقل الجوي، إنما سيكون مكملاً له، وكذلك النقل البري؛ فلن تخلو الطرق حتى في وجود شبكة سكك حديدية متقدمة؛ لأن النقل - كما يعلم الجميع - وسائل تكمل بعضها، وقطاع له مرافق عدة. إنما سوف تزيح هذه القطارات حملاً ثقيلاً عن كواهل المطارات حتى تحسن خدماتها، وتزيد شركات النقل الجوي، وكذلك عن الطرق حتى تكتمل منظومة خدماتها، وتستوفي المعايير، مثل تلك التي في الدول المجاورة، وتقل نسبة الحوادث التي هي من أعلى المعدلات في العالم، ويرتاح الناس، ويجدوا وسيلة سفر راقية وآمنة بإذن الله، خاصة أن نوعية القطارات التي سوف تعمل قريباً من أجود وأرقى القطارات، وهذا يحسب لشركة (سار).
حفظ الله هذه البلاد، ووفق كل مخلص للعمل خدمة لها وللناس، وصدق من قال (خير الناس أنفعهم للناس).
إصلاحات إدارية حاسمة ومستحقة. هيئة الطيران المدني تحقق إنجازات طيبة، تمثلت في مشاريع المطارات الجديدة، وتلك التي تم تطويرها، وهذا يحسب لها، ونشد على أيدي قياداتها والعاملين فيها. وكذلك الحزم تجاه أي تسيب من قِبل العاملين في المطارات كما شهدنا قبل فترة، إضافة إلى تحويل مطارات داخلية إلى إقليمية، وأخرى إلى دولية، على الرغم من بطء هذه العملية وسط منافسة حامية من مطارات خليجية، كسبت سمعة دولية متعاظمة. ولا بد من إيفاء الهيئة حقها، وذكر إنجازاتها ومحاسنها كما تقتضي المهنية الصحفية تجاه أي جهة أو جهاز خدمي في هذا الوطن. كذلك تسليط الضوء على المثالب وأوجه التقصير قصد مساعدة أصحاب القرار فيها على جودة العمل وأداء الأمانة؛ لذا فالجمهور لا يزال يتساءل عما حصل للترخيص لشركتي الخطوط القطرية وطيران الخليج للعمل في قطاع النقل الجوي. والكل يعلم حاجة قطاع النقل الجوي لشركات عديدة لسد النقص والطلب المهول على المقاعد في سوق يعد من ضمن الأكبر في المنطقة، إن لم يكن أكبرها نسبة إلى عدد السكان. ويكفي حالة الاستنفار التي تشهدها المطارات وتزاحم البشر بعشرات الألوف، ليس في المواسم فقط، بل حتى في أيام العمل والمدارس ونهاية الأسبوع، أي على مدار العام؛ فعدد سكان المملكة تضاعف؛ وحركة السفر للعمل والسياحة والعلاج والتعليم داخلياً وخارجياً تضاعفت أضعافاً نتيجةً طبيعية.
المأمول من الهيئة استثمار الدعم الحكومي، وكذلك الشعبي المتمثل في حركة السفر المتعاظمة عاماً بعد آخر، وتعامل الجمهور مع خدماتها في المطارات، بأن تكون أكثر شفافية مع المجتمع، وتقدِّم المعلومة والخبر بدلاً من أن يتصيد البعض الشائعات، فيبثها على أنها أخبار موثوقة.
لقد سبق أن كتبت هنا عن الفرص الكامنة في السوق الخليجية المشتركة، التي من أهم قطاعاتها النقل، ومنه النقل الجوي، وكيف سينعكس إن تم فتح الأجواء الخليجية أمام شركات النقل الجوي فيها على حركة السفر وقطاع السياحة والاقتصاد والمجتمعات الخليجية عموماً.
والحقيقة، إن الناس استبشرت خيراً بمشروع قطار الشمال وما سوف يحدثه من نقلة عظيمة في تسهيل السفر والتنقل، بل جعله متعة بدلاً من أن يكون وعثاً أو حوادث على طرق ما زالت على حالها منذ عقود، من سوء محطات، وتردي خدماتها، ومناظرها المخجلة - حقيقةً - أمام الحجاج والزوار الخليجيين والعرب والأجانب كذلك، عدا المواطنين.
إن بلد الحرمين الشريفين يشكِّل مساحة شاسعة؛ ولا يمكن لطرق برية وحدها أن توفر وسيلة سفر بها، فما زلنا نقرأ ونشاهد آلاف الحوادث المميتة على تلك الطرق، ومعظمها - للأسف - لمعلمات، أجبرتهن الحاجة للسفر إلى قرى نائية للتعليم وكسب العيش.
هذا، إلى جانب أزمة نقص مقاعد الطيران المزمنة، وصعوبة الحجوزات، خاصة الداخلية منها؛ لذا فإنشاء الخطوط الحديدية التي تربط مناطق المملكة ببعضها، وأولى بشائرها قطار الشمال، أسعد الناس حقيقة؛ لأنه سوف يخفف عليهم ما يلاقونه من عناء ومشقة في أسفارهم وتنقلاتهم الداخلية، لكنه بالطبع لن يغني عن النقل الجوي، إنما سيكون مكملاً له، وكذلك النقل البري؛ فلن تخلو الطرق حتى في وجود شبكة سكك حديدية متقدمة؛ لأن النقل - كما يعلم الجميع - وسائل تكمل بعضها، وقطاع له مرافق عدة. إنما سوف تزيح هذه القطارات حملاً ثقيلاً عن كواهل المطارات حتى تحسن خدماتها، وتزيد شركات النقل الجوي، وكذلك عن الطرق حتى تكتمل منظومة خدماتها، وتستوفي المعايير، مثل تلك التي في الدول المجاورة، وتقل نسبة الحوادث التي هي من أعلى المعدلات في العالم، ويرتاح الناس، ويجدوا وسيلة سفر راقية وآمنة بإذن الله، خاصة أن نوعية القطارات التي سوف تعمل قريباً من أجود وأرقى القطارات، وهذا يحسب لشركة (سار).
حفظ الله هذه البلاد، ووفق كل مخلص للعمل خدمة لها وللناس، وصدق من قال (خير الناس أنفعهم للناس).