د.دلال بنت مخلد الحربي
اللغة العربية لا تعرف لسان أبنائها...
أبدأ مقالي بهذه العبارة التي تعبر عن واقع لا يتناسب ووضع بلادنا ومكانتها، فالمملكة العربية السعودية هي الأرض التي انبثقت منها اللغة العربية بل اللغات السامية جميعها، ومن أرضها كان الإسلام وانطلق يحمل رسالة التوحيد إلى أنحاء العالم من شرقه إلى غربه وكانت العربية هي الأساس بحكم أن الله شرفها بأن تكون لغة القرآن الكريم، ومن هذه الأرض من نجد والحجاز وعسير والأحساء كان الشعراء الكبار في الجاهلية والإسلام ومن بواديها كانت تؤخذ العربية الفصحى بعد الاختلاط بالأعاجم..
وبالطبع أن الحرف العربي تكون قبل الإسلام في مناطق شمال الحجاز ثم في مكة والمدينة المنورة، وهذا يعني أن المنطقة التي تتكون منها المملكة العربية السعودية هي منبع اللغة العربية نطقا وكتابة ومن ثم فهي أولى من أي مكان اخر في العالم في الحفاظ على اللغة والدفاع عنها، وهذا ماحصل من خلال أوامر ملكية سابقة صبت جميعها على ضرورة المحافظة على اللغة العربية وحمايتها والتمسك بها..
غير أنه مع الأسف كثرت في الآونة الاخيرة بحيث أصبحنا نجد مراسلات داخل مؤسسات وهيئات محلية باللغة الإنجليزية وهذا يعني أن هذه الجهات لا تشجع على استخدام العربية ولعلها لا تؤمن بها، وهي في المقابل تدعم استخدام الانجليزية وتعين من يتحدثون أو يكتبون بها على التمكين في مناصب رفيعة لتتوالى سلسلة الداعمين لاستخدام غير العربية في موطنها الأصلي..
ويمتد الأمر إلى أننا أصبحنا نعتاد على شخصيات رسمية لا تتحدث إلا بالانجليزية في المحافل الدولية، رغم أن العربية هي إحدى اللغات الكبرى التي تعترف بها هيئة الأمم المتحدة مع الانجليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها، وفي محافل دولية أخرى كثيرة منها اليونسكو..
إن استخدام العربية يعبر عن احترام الذات وعدم استخدامها واللجوء إلى لغة مثل الانجليزية في رأي هو نمط من التخاذل غير المحبب، فليت المتحدثين الرسميين يعون هذا الأمر فلا يتكلمون في خطاباتهم الرسمية إلا بالعربية، إذ ليس بمفخرة أن يتحدث الإنسان بغير لغته، كما أنني على يقين أن كثيرا من المستمعين في المحافل الدولية لا يعرفون الإنجليزية كما لا يعرفون العربية ويستخدمون وسائل الترجمة مما يعني أن ما يصلهم هو عن طريق وسائل أخرى، فما المانع أن تكون اللغة العربية هي التي يتحدث بها المتحدث الرئيس بها مادام هناك من سيترجم سواء تحدث بالعربية أو غيرها..