علي الخزيم
من المضحك لحد الألم في تناقض غير مألوف ما تفعله العقول الداعشية المارقة، ويرى البعض أن تسميتهم بالخوارج هو إدراجهم ظلماً وبهتاناً بالمسلمين حقاً؛ إذ إن كل ما يصدر عنهم لا يمت للإسلام بصلة، من الغدر والخيانة وقسوة القلوب وابتكار كل حماقة من شأنها نشر الرعب والإرهاب، وافتقادهم لأدنى مقومات المروءة والإنسانية، فهم يرون ان كل هذه المعاني والقيم لا تتوائم مع مشروعاتهم السلطوية التكفيرية، وخططهم الاجرامية، فالأُسس التي تُبنى عليها أفكارهم بعيدة تماماً عن كل مبدأ جاء به دين محمد صلى الله عليه وسلم، فمن صور الخداع المقيت وقلّة المروءة والاسراف بالإجرام والامعان بالخبث؛ ما قام به السوري (البرازي) الذي احتضنته المملكة بالحب والترحاب وكافة الوافدين السوريين وعَدّتهم مواطنين لا كلاجئين، فمارس ضدنا الجحود ونكران الجميل بما فاق الخيال، من إنشاء مصنع للمتفجرات والأحزمة الناسفة بحي الفيحاء بالرياض، ما يكفي ـ كما قال المتحدث الأمني ـ لتدمير وقتل سكان أكثر من أربعين منزلاً محيطة بالوكر الداعشي (المصنع) الذي أعد بين بيوت الأسر الآمنة المطمئنة إمعاناً بالمكر والتخفي ولإحداث أكبر ضرر وأكثر خسائر فيما لو تم تفجيره غير عابئ بالنتائج، فهذا نهجهم وتفكيرهم المنحرف، فكل هذا لا يعني لهم شيئاً مقابل تنفيذ أهدافهم الدنيئة، سواء ثبت أنه يخدم التنظيم الداعشي أو يخدم جهات إجرامية أخرى كأجنحة النظام السوري ومن خلفه نظام طهران الفارسي الحاقد على كل ما هو عربي وإسلامي.
وفي كل الأحوال فإن الإجرام والإرهاب كما يقال لا دين له، فإن صحّت هذه المقولة فإنها تُفَسّر ما ادعاه المجرم السوري (البرازي) من أنه امتلك وتزوج العاملة الفلبينية الهاربة من مخدومها وجعلها سبية من السبايا، فهذا من المضحكات في نهج أولئك الأوغاد، ويزيدك ضحكاً أنه برر فعله بدعوتها للإسلام، ونصحها بالتمترس والجهاد (ضدنا ككفار) بأن ترتدي بغيابه حزاماً ناسفاً مُدمراً، وأقنعها بأن الشرطة لو قبضت عليها ستقتلها بالحال وأن من متطلبات (الشهادة والجنة) مناجزتهم وحسم المعركة، والفوز بشرف المواجهة -كما يدّعي قاتله الله-، وموقف السفير الفلبيني جاء في حديث له قائلاً: سنحدد موقفنا من قضية (سبي) العاملة المقبوض عليها بعد الوقوف على الأمر؛ يا سعادة السفير هنا بالمملكة مئات العاملات الفلبينيات الهاربات من كفلائهن ومخدوميهن وأعضاء السفارة يعلمون هذا جيداً، وتكررت النداءات لكم لحل الإشكال، فهل تنتظرون مزيدا من السبايا، أو هل ستحملون المملكة وزر عمالتكم المخالفة؟! فيقوا وتعاونوا للمصلحة العامة.
من المؤلم أن ينخدع مواطن عربي سوري يدّعي الإسلام بكل هذه الهرطقات المصطبغة بطائفية شعوبية عقائدية موغلة بالتطرف والخداع وتزييف الحقائق والمفاهيم لأغراض دنيئة انكشفت سوءتها، ويعمل على تصديرها وتعميم صنوف الإجرام الإرهابي المرتبط بها، فهذه الحالة تُنَبّه إلى (ضرورة مراجعة الإجراءات تجاه أمثاله من كل الجنسيات ممن يُحتمل نكرانهم للمعروف وكرم الاحتواء والضيافة)، فليجاهدوا ـ إن عدُّوا هذا جهاداً ـ في بلاد فرّوا من طغيانها.