فاطمة العتيبي
طلبت منا الأستاذة أن نتجه لدور السينما ونقدم تقريرا بالإنجليزية عن فيلمين ونقارن بينهما!
وحيث يعرض الآن وفي أكثر من 3000 دار سينمائية في أمريكا ومنذ مطلع أكتوبر الجاري فيلم «مارشيْن» (أو المريخي)؛ تزامنا مع الانتخابات الرئاسية ولإعطاء الأمريكيين حافزا لقيمة المستقبل الآمن وقيمة الحياة والوجود المشترك رغم الاختلاف، الفيلم يتصدر الإيرادات برقم جديد ومذهل خلال أسبوعين فقط بلغ 55مليون دولار وهو للمخرج ريدلي سكوت، ويقوم ببطولته مات ديمون، الذي يجسد شخصية رائد فضاء من وكالة ناسا تهب على الفريق عاصفة رملية وهم على سطح المريخ فيرحلون من المريخ تاركين خلفهم زميلهم «مارك واتني» ظنا أنه مات، لكنه كان مصابا فقط ليستيقظ هو على هول الألم والمفاجأة بوحدته في هذا الكوكب الموحش الملقب بـ»الكوكب الأحمر».
السينما جزء من حياة الأمريكيين ومشهدهم بل وخبزهم اليومي، تكتشف ذلك في قاعات الدرس حيث إن العروض التوضيحية التي يستعين بها المعلمون وأساتذة الجامعات هي مقاطع الأفلام كل حسب تخصصه، يساعدهم في ذلك أن السينما ليست هزلية أو للترفيه فقط بل هي ثقافة تعكس الرؤية الإنسانية تجاه الكون والأديان والحياة والوجود.
لفت نظري في الفيلم طول الطوابير في انتظاره في الإجازات بالتأكيد، ثم لفت نظري أثناء عرض الفيلم مكان تصويره، فلون الرمال وشكل الجبال والقلاع بعثت في قلبي حنينا ما، تتبعت فيما بعد معلومات الفيلم فوجدت أنه صور في الأردن وتحديدا في وادي إرم الذي اعتبره المخرج كوكب المريخ ودارت فيه تفاصيل الأحداث المبهرة لا يقابلها في كوكب الأرض سوى «ناسا» وعلماؤها وماذا يفعلون من أجل حياة أفضل للعالم وهو تعبير يتكرر في السينما الأمريكية ويظهر كبرياء أظنها غير مبررة بل وأسطورة انتهت بعد دخول روسيا إلى الشرق الأوسط وبعد مبادرة دول أوروبا الإنسانية في احتواء المهاجرين خاصة ألمانيا!
كما يظهر الفيلم قيمة الإنسان في الثقافة الأمريكية مما جعل وكالة الفضاء الصينية وهي في موقع الخصم اللدود لوكالة ناسا تتعاون في إنقاذ العالم الفضائي التائه على كوكب المريخ والذي قضى أكثر من 500 يوم يصارع من أجل البقاء مستفيدا من معدات ناسا التي زرعتها في المريخ ومطبقا للعلوم والثقافة والخبرات الحياتية التي تعلمها كعالم وباحث، وقد نجح في زراعة البطاطس مستفيدا من فضلاته كسماد، ونجح في استخلاص الماء من الهيدروجين والأكسجين، وجعل الموسيقى وسيلته للتسلية، ثم حقق النجاح الأعظم في تواصله مع كوكب الأرض مع ناسا تحديداً، ليفاجئهم بأنه لا يزال حيا لتبدأ المغامرة العلمية في استعادته ! الفيلم مذهل في قدرته على منحك الدعم والتحفيز كي تقول: نعم الحياة تستحق، نعم الكون لنا جميعا.
كي أكمل تقريري اخترت الفيلم الفلسطيني الأمريكي (أمريكا) 2012 لأقارن بينه وبين فيلم «مارشين» 2015 وكيف تضيق الحياة في كوكب الأرض على شعب كامل دون أن ينتصر له أحد، كانت مفاجأة مذهلة لكل من شاهد التقرير المرئي الذي أعددته عن الفيلمين، لعلهم أدركوا فعلا أن قيمة الإنسان لا تتساوى في كوكب الأرض!!