سعد الدوسري
حينما تأخذ سيارتك إلى الورشة، لتقضي هناك عدة أيام تحت إجراءات الإصلاح، فإنك لن تفكر أبداً بأن هناك من سيستخدمها من وراء ظهرك، وذلك لأنك تظن بأن الدوريات الأمنية تحرس مناطق الورش على مدار الساعة، وأن لها من الهيبة، ما يردع الكبير قبل الصغير، من ارتكاب هذه المخالفة الحمقاء.
ولأن هذا الظن غير صحيح، فإن هناك من يستخدم سيارات العملاء، استخدامات قد يصل بعضها إلى العبث. وإليك هذه القصة؛ شاب من جنسية عربية، يعمل في ورشة، يستخدم سيارة أحد العملاء في أواخر الليل، فيصطدم بأقصى سرعة بعمود إنارة، ثم يترك السيارة في مكان الحادث ويهرب. وحين تأتي الدوريات الأمنية، تنقل السيارة إلى حجز «السلي»، وتسجل الحادث ضد صاحب السيارة. وبعد أكثر من أسبوع، يذهب صاحب السيارة إلى الورشة، ليكتشف الحقيقة المرة، وليكتشف من المرور أنه قد تم التبليغ عنه، وربما قد وصل هذا التبليغ إلى وقف تعاملاته ومنعه من السفر!
إن التقنية التي ميّزت العديد من فعاليات وزارة الداخلية، يجب أن تصل إلى الحوادث المرورية، وهي قد وصلت بالفعل إلى بعض المناطق، لكنها لم تصل إلى واحدة من أهمها، وهي التواصل المباشر مع صاحب السيارة المتروكة وسط الشارع، فقد يكون وراءها ما وراءها. ويفترض ألّا يتم نقل السيارة من موقع الحادث إلا بوجود أو بعد التواصل مع صاحبها. أما الورش الصناعية، فحتى الآن، لم تستطع الجهات الأمنية فرض هيبتها عليها. الكل هناك لا يحترم الأنظمة ويخالفها عيني عينك.