فاطمة العتيبي
حين تدخل أوروبا فأنت آمن...
وحين تدخل أمريكا فأنت آمن..
وحين تمر بديار الكرملين فأنت آمن..
وديار الصين وماليزيا والبرازيل والأرجنتين وكولومبيا والمكسيك وكندا ..
لكنك ما إن تنحدر جنوباً باتجاه الغرب حتى تنعدم حولك الرؤية
وتغيب عن أفقك أشعة الشمس
يتلوّن الكون بلون الدماء والعنف والشقاق والخلاف، وكلما اتجهت جنوباً، قلّت قيمة الإنسان وانحطت معاني الحياة، مع أنّ الحياة بدأت من هنا، مع أنّ الحضارات وُلدت هنا، والرسالات بزغت هنا والأديان والرسل تواجدوا هنا!
هل قدر على هذا الجزء من العالم أن يكون مسرحاً يتعلّم فيه البشر فنون الاقتتال، وفنون الغدر والمكائد والأطماع والجشع، لو قلنا إنها مؤامرة فلمَ لم تتوقف حين وعى الناس أنها مؤامرة؟؟
منذ عرفنا أنفسنا ونحن نسمع عن المؤامرة وضحايا المؤامرة، ولا أدري ما جدوى الإدراك بها والوقوع تحت طائلتها مجدداً؟
لم لا تجد المؤامرة عقلاء لا ينخدعون بها ولا يستجيبون لمخططاتها؟
لمَ تتشكّل داعش من أكثرية سعودية؟
ولمَ يصدِّق بعض أهل اليمن الحوثي وأكاذيبه؟
ولمَ يصر بشار على النفوذ والتفرّد بالكرسي حتى آخر قطرة دم من شعبه!
هذه جاهزية واستجابة لقوى الشر، لأنّ بذرة الشر مدفونة في الأعماق، فما إن يهطل عليها بعض قطر دم حتى اهتزت وربت ورقصت مع الشياطين!
المؤامرة لا تكتمل أركانها إلاّ بوجود طابور خامس ينفِّذ ما يُملى عليه، لأنه يشترك بأهدافه مع أهداف أصحاب المؤامرة، ولولا وجود هذا الطابور لما نجحت المؤامرة، ولما كان العنف والقتل ورائحة الجثث، ولون الدماء هو أول ما يتبادر لشعوب العالم حين يأتي ذكر غرب آسيا أو الشرق الأوسط!