فوزية الجار الله
سعدت جداً بحضور اللقاء الذي نظَّمه مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام مع معالي وزير الإسكان ماجد الحقيل، مساء يوم الأحد الماضي، وقبل ذلك كنت قد حضرت لقاءً مشابهاً مع وزير الإسكان السابق د. سعود الشويش نظَّمته صحيفة الجزيرة منذ حوالي ثلاث سنوات.
ثمة مشكلة إسكان نلمسها جميعاً، حيث يتطلع كل مواطن من أبناء هذا الوطن إلى امتلاك سكن مريح مناسب له ولعائلته بسعر يتناسب مع دخله وقدرته المادية، منذ زمن ليس بالقصير والجميع ينتقد ويشتكي ويتحدث يبدو ذلك في كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي «الفيس بوك والتويتر» التي اكتسحت المشهد وتصدرت وسائل الإعلام فيما يتعلّق بكثافة المعلومات أو جرأة الطرح أو حداثة الأفكار، كلنا نتأمل بحلول عاجلة لأزمة الإسكان.
أثناء اللقاء الذي عقده مركز أسبار والذي تضمن عدداً من المنتمين إلى القطاع الخاص من المطورين العقاريين في مجال الإسكان، إضافة إلى نخبة من الكتّاب والصحفيين وأعضاء مجلس الشورى، طُرحت العديد من الأفكار المقترحة وأيضاً العديد من الأسئلة وقد تتمتع الوزير بكثير من رحابة الصدر وهدوء البال أثناء الحديث والمناقشة، ورغم سعادتنا وتفاؤلنا بشخص معاليه الكريم وثقتنا بحرصه وإخلاصه وتفانيه إلا أن ذلك وحده لا يكفي كي نقول بأن المشكلة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها.
فيما يبدو ثمة إجماع متفق عليه من قبل الكثيرين، بأن هناك غلاء في أسعار الأراضي والمباني الحديثة الإنشاء المعروضة للبيع، هناك أراض بيضاء وسط الرياض على سبيل المثال لم تستثمر بعد، وهناك عدداً هائلاً من مواطني هذا البلد يضربون أخماساً بأسداس بحثاً عن منزل مناسب بسعر مناسب لكن لا يملكون وسيلة لتحقيق ذلك الحلم البعيد.. استمعت إلى كل ما تمّ طرحه من أسئلة وأفكار جيدة وقد تأملتها طويلاً بيني وبين ذاتي وتساءلت:
ترى هل المشكلة في خطط التنمية السابقة؟ هل كانت تلك الخطط تحوي توقعات دقيقة لزيادة عدد السكان ونوعيتهم والتوزيع الديموغرافي لهم؟ هل تضمنت تلك الخطط حلولاً على المدى القصير والطويل لمواجهة تلك الزيادة؟ هل وضعت تلك الخطط التغيرات السياسية الخارجية في الحسبان وبالتالي التغيرات في الاقتصاد العالمي وفي طبيعة الإنسان المواطن، هل وضعت التغيرات الفكرية له وبالتالي هل استطاعت تقديم الحل المناسب؟ ثم هل لدينا إحصاءات دقيقة فيما يتعلق بالإسكان؟ عدد المالكين الحقيقيين وكم عدد غير المالكين والمستأجرين؟ ماهي المدة الزمنية المتوقّعة لتذليل العقبات وللوصول إلى حل شامل لمشكلة الإسكان؟ هذه بعض الأسئلة التي طافت بذاكرتي.. أكاد أجزم بأننا حين نجد إجابات حقيقية شافية لتلك الأسئلة وما حولها سيكون ذلك عاملاً مساعداً لإيجاد حل عاجل لمشكلة الإسكان؟ أعان الله معالي الوزير الجديد للقيام بما لديه من أعباء ومسؤوليات وله منا أصدق الدعوات بالسداد والتوفيق.