فاطمة العتيبي
نجران ليست كغيرها من المدن، إنها إحدى مدن الشريط الحدودي مع اليمن إحدى المدن التي أعطت وأعطت، وهي مدينة أبلى أهلها بلاء حسنا في الصمود والثبات والمواطنة الحقة، فإن يروع الساجدين فيها والركع ويقتلون من أحد أبنائنا القتلة الذين باعوا دينهم ووطنهم وأهلهم بثمن بخس -الله أعلم - هل كان الثمن الحور العين أم زادت عليهن داعش؟؟
الآن الفرصة مهيأة لأن تقر الدولة سياسة جديدة تختلف عن سياسة الاحتواء والمناصحة التي حققت بعض النجاح في السنوات الأولى أيام الجماعات والفرق الضالة.
لكننا اليوم أمام تنظيم يفرض سياسة مواجهة مختلفة لأن تكتيكه يختلف مع كل ذئب منفرد يدجنه لكي يتحول إلى قنبلة تنفجر في وجوهنا!
لابد من قطع الطريق عليهم وذلك بفصل الذئاب المنفرد عن ثقافة التكفير وإهدار الدماء وذلك بجعل التكفير والطائفية والكراهية هي تحريض على القتل، يجرم صاحبها حين يدون أو يخطب أو يحاضر بأي مصطلح يدل عليه، تصريحا أو تلميحا لأنها البذور الداخلية التي تنتظر السقيا من الخارج!
يلزم أن تنهج الدولة سياسة ثقافية تجعل أفراد المجتمع ينشغلون في الحياة ومهاراتها وأدبياتها ومايزيدها رفاهية ويسرا فيعمرون الدنيا وينصرفون عن السياسة والانشغال بتسييس الدين، إن أسّ مشكلتنا هو أننا صنعنا نجوما من التدين السياسي وجعلنا من الناس أتباعا لهم ينشغلون بأقوالهم وأفعالهم ولفتاتهم وليسوا كلهم سواء فمنهم من جعل لفتاته تكفيرا وتحياته تحريضا وكلامه سما مغموسا في العسل وأفعاله جمعا وكنزا في الذهب والدينار!
لقد تجاوزت بعض الكواكب المدار المحدد لها سلفا فطمعت وتطلعت وتعاونت مع من يماثلها في بلاد الفرس والترك وبلاد العم سام، لايعنيها من تضع يدها في يده بل الأهم على الإطلاق أنها في طريقها لتحقيق مشروعها النهضوي العظيم يساندها جيش جرار من الطامحين للأمة الواحدة الكارهين للوطنية.
ليس هناك أفضل من هذا الوقت ليجرم التحريض من كل الطوائف سنة وشيعة وإسماعيلية، ويجرم التكفير ويجرم التفريق على أساس الدين في الخطاب الديني أو الثقافي فطالما أن نظام الحكم في المملكة نص على تساوي المواطنين في المواطنة والحياة الكريمة فإن على كل مواطن أن يمتثل وأن يصمت عن إعلاء طائفة عن أخرى، فالوطن يجمعنا بمظلته الواسعه والله سبحانه ينظر بعينه التي لاتغفل كل مخلوق على حدة وقد جعل طائر كل إنسان في عنقه هو وحده ولم يشرك معه أحدا فالله سبحانه حسيب رقيب.
النفق يضيق والوطن يحتاج التفافنا حول قيادتنا ومحافظتنا على الوحدة الوطنية.
اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.