د.خالد بن صالح المنيف
للحياة قوانين وللكون نواميس, والنجاح لا يوهب بل ينتزع والسعادة لا تهدى بل يُذهب إليها، الناجحون والسعداء أشخاص لم يمتلكوا ظروفا جيدة ولم يمتلكوا قدرات ومواهب جيدة فحسب؛ بل هم أشخاص هذبوا عقولهم وامتلكوا أفكارا جيدة! ثمة أفكار وعادات عقلية أحرضك للتخلي عنها وأدعوك لهذا من فورك دون تأجيل وستنعم بحال ومستقبل أجمل بإذن الله:
1 - لا تجعل من حولك يسيّر لك حياتك
الكثير ممن حولنا هوايته الكلام وبضاعته النقد، لم ينفع نفسه ولم يبن له مجدا ولم يؤسس عزا ومع هذا تجده كثير التوجيه واسع الرصد ، البعض لا يدرك غير اسمك ويجهل تفاصيل كثيرة فلم يبصر إلا الصورة الأخيرة، وأما ما مر بك وما يحيط بك فهو خافٍ عليه, أنصت ولكن لست مضطرا لأخذ سقيم النقد وآثمه،رأيك في نفسك هو القيمة الأهم، ونظرتك للأمور ربما كانت هي الأنسب لا نظرة الآخرين،افعل ما يرضي الله وما يرضي ضميرك وليس ما يعجب الآخرين!
2 - لا تكن أسيرا لإخفاق الأمس
لليوم ألقه وللغد جماله،ويبقى الأمس ذكرى وعبرة, وللأسف أن البعض يجعل من الأمس قيدا للقعود ومعولا لتحطيم الفرح، ستتعثر وستخفق ولكن لا تيأس ولا تتوقف،ولا تخجلك عثرة الأمس ما دمت نهضت، أدموند هيلاري عقد مؤتمرا صحفيا بعد إخفاقه في صعود قمة ايفرست وكانت صورة القمة خلفه،وفجأة وقف أمام جموع الحاضرين! والتفت نحو الصورة وقال بلهجة الواثق مخاطبا القمة: أنا تغيرت ولكن أنتِ لم تتغيري لذا سأهزمك ! وبالفعل استطيع تسلق القمة كأول إنسان يفعل هذا !
ودائما كلما تقبلت تلك العثرات تقبلا ايجابيا ولم تهدر وقتك بأسئلة سلبية من قبيل: كيف حصل هذا؟ ولماذا حصل لي؟ أو بقولك: ياليتني فعلت ذاك أو لم أفعل هذا! كلما زادت فرص نجاحك وقرب بزوغ فجرك! والمهم الآن هل ستنهض وستتحرك!
3 - لاتكن باردا باهتا تجاه أهدافك
العناد صفة سيئة إلا مع الأهداف فهي تحتاج لعناد وتحدي وصلابة ، إن أردت أن تصل لا بد أن تكن بركاناً ثائراً وقلباً حياً وروحاً ملتهبة وفكراً وقاداً، يقول جون سي ماكسويل: موهبتك لن تشفع لك وحدها لتفوز دون شغف! والشغف مستوى متقدم جدا في درجات الحماس، وهذا الشغف سيمدك بعد توفيق الله بالطاقة والأمل، ما عليك إن أردت فوزا إلا تحدد وجهتك ثم تملأ روحك شغفا.
4 - لا تكن عنيفا وعليك بالرفق
ما كان العنف والغلظة طبعا للعظمة ولا صفة للنبلاء ولا وصفا للكرماء؛ فالقوة العظمى هي الرفق ! وقد حفظ التاريخ لغاندي كيف أنه حرر الهند فقط بأسلوب (اللاعنف) مؤمنا بأن العنف لا يقدم حلا نهائيا، وقبله وأعظم منه سيد البشر اللهم صل وسلم عليه، ومن الحقائق التي يقدمها علم النفس: أن أساليب التهديد والعنف على نحو مستمر هي تأكيدات صريحة على مركب نقص كبير عند فاعله, وتأكيد سقيم لذات جرحت ذات يوم ولم تبرأ من جرحها ! ومن يعتاد العنف في كل المواقف فإنه يقدم اعترافا ضمنيا بالضعف، وغالبا ما تحسم الأمور في غير صالحة!
5 - لا تكثر الشكوى والنواح والتمارض
هل تسكن في العراء لا ضوء ولا جدران ؟, هل يعضك الجوع بأنيابه؟ هل أقعدك المرض ونال من الوجع؟ هل تقطع المسافات لجلب قطرة ماء تبقيك على الحياة؟
إذن قل لي: ماهي شكواك التي تستحق منك التوقف عندها؟ وماهو عذرك في عدم الإنجاز والنجاح والتفوق؟
لتسعد وتُسعد ؛ ابدأ يومك بابتسامة وشكر وامتنان لخالقك، وواهب النعم ومعه الجزم - بإذن الله - أن يومك سيكون جميلًا حافلًا بالعطاءات عامرًا بالإنجازات.
6 - لا تنسحب من معركة الحياة مهما حدث
البعض بعد سلسة من الاخفاقات يصاب بما يسمى بـ(اليأس المكتسب)، وهي حالة نفسية مريعة تسمى (متلازمة الانسحاب من الحياة ) وهي حالة ربما توصل لحالة ذهان متقدمة، فترى صاحبها محطما فلم يبق له في الحياة هدف ولا حافز ولا طموح ولاشيء يستحق النضال، لا رغبة في الحياة، لا أمل، لا حماس! تأكد أن الهزيمة? حالة نفسية ، فما من أحد يُخلق مهزوماً ، ولكن الشعور بالهزيمة وتقبلها، هو ما يجعلها تتحول لحقيقة!
انهض وتقدم وثق بربك ونفسك ولا تعطل قدراتك ولا تهدر حياتك وتأكد أن لا ثمة مواقف ولا مشاهد ولا نكبات في الحياة ميؤوس منها فالحالات التي لا يُرجى الخلاص منها ولا الانفكاك من تبعاتها نادرة جدا.
7 - لا تقدم الثاني على الأول
الحياة أيام معدودة وعمر قصير وجهد محدود، ولذا فلا بد من الحرص على تقديم الفاضل على المفضول والأهم على المهم ، قدم ما يستحق التقديم من الاولويات وهكذا يفعل الناجحون بل كانت هي العادة الثالثة من عادات الناجحين عند ستيفن كوفي.
8 - لا تكن سلبيا
فرص الحياة تتجدد، ومع اشراقة كل شمس يهدينا العزيزالكريم وسائل نجاح وأدوات فوز، ولكنها لن تستثمر إلا بحراك داخلي واختيار ذاتي، اختر النظرة الإيجابية، ومن اليوم ألغ السلبية تماما بل ودعها دون رجعة, اختر أن تغير من واقعك وأن تنشد حاضرا جميلا وأن تبني مستقبلا مشرقا، وتذكر أنك لست معنيا بكيف ولا أين ستموت؟ ولا كيف ولا أين ولدت؟ في حين أن الخيار لك كاملا في اختيار نوعية الحياة التي تريدها ! اختر أن تعيش الآن.
9 - تخل عن رغبتك في الكمال
إن أصررت على أن تكون محقا دائما، وأن تكون دائما في المركز الأول،وأن تنتج أعمالا دون أخطاء وأن تسير دوما دون تعثر, وأن تتحدث دون زلة؛ فسيأتي يوم وتغرق في وحل الأخطاء، ولن تتعلم شيئا جديدا ولن تصعد لقمم جديدة، عد إلى بشريتك ولا تحمل نفسك ولا من حولك ما لا تطيق ولا يطيقون، باشر الممكن واحتف بالإنجاز الصغير يتذلل تصل إلى العظيم.
10 - لا تتشتت وركز
أنت تعيش في عالم متنوع البدائل كثير الخيارات, واسع الفرص, ولهذا نجد أنفسنا أحيانا كثيرة مشتتين, وترى الأعين تلف على كل الأشياء ولكن لا تصيب أيا منها، والقاعدة من طارد أرنبين لم يصد واحدا منها ! والتركيز هو الحل الوحيد لتلك الاشكالية يقول وليام ماثيوس: (موهبة واحدة قوية خير من ألف مشتتة) وأكد هذا خبير الإدارة الكبير بيتر دراكر بقوله: (التركيز هو أساس تحقيق النتائج)
اجعل لكل فكرة مما سبق اسبوعا وحاول أن تحرر نفسك من فكرة ما وستجد أن قد ولدت من جديد
ومضة قلم
سعادة معظم الناس لا تهدمها الكوارث الكبرى أو الأخطاء القاتلة، بل بالتكرار البطيء للأشياء الصغيرة المدمرة!