فهد بن جليد
ابني الصغير (حفظ الله أولادكم)، بمجرد أن يرى (الشاحنات) تسير في الشارع، يُشير إليها و يصرخ (بابا بابا ... آن بع)، هو من أطلق عليها هذا المسمى من تلقاء نفسه، حاولت أنا ووالدته - أعانها الله على خططي للتعدد - حاولنا ترجمة ما يُريد صغيرنا قوله في كل مرة؟!.
فكان التفسير الذي توصلنا إليه: (آن) هي السيارة، أو صوت المحرك ، أما (بع): فهو مصطلح نطلقه في العائلة - مثل بقية السعوديين - على الشيء المخيف، لنحذر الطفل من الاقتراب منه، ما فهمته أن الصغير يحاول أن يقول لنا بذات الطريقة : هذه السيارة خطر، ومخيفة يا أبي لا تقترب منها!.
مظهر الشاحنات في شوارعنا لا يُخيف صغارنا فقط، بل يُصيبنا نحن الكبار بالرعب، بسبب القيادة المتهورة، وغير المتزنة، وافتقار هذه المركبات للصيانة الدورية، وعدم تزويدها بالإضاءة، وإشارات التحذير، والتنبيه العاكسة، واللازمة للسلامة، تخيل وأنت تسير في منتصف أحد الشوارع الرئيسة، تشاهد رجل المرور يعرض نفسه (للدهس)، ليقف وسط الشارع بعد أن أوقف سيارته على الجانب الأيمين، من أجل إخراج (شاحنة) مارقة في الوقت المحظور؟!.
رغم تعاطفي، وتقديري لرجل المرور وما يبذله من جهد لتسهيل حركة السير، إلا أن المشهد قد لا يعني لي كثيراً كونه سيناريو يوميا مُعتادا، خصوصاً مع فوضى (الشاحنات) في البلد، والتي تحتاج من وزارة النقل، والإدارة العامة للمرور، خطوات جادة، وعملية، لمنع الانفلات الواضح في قطاع نقل الشاحنات، برأيي أن من عرض رجل المرور هذا للخطر، وعرضني أنا وأنت للخطر أيضاً، هو المرور نفسه، لأن هناك من لم يطبق نظام المنع وحجز الشاحنات، وسمح لها بالدخول في غير الأوقات المسموحة، والتسبب في مزيد من الزحام، وتجاوز كل نقاط الفرز ؟!.
برأيي أن المرور مُطالب بالبحث عن طرق جديدة للحد من تسرب الشاحنات، مع الجدية في التعامل والمنع، فعندما نسمع أن أسعار نقل البضائع للشاحنات تختلف حسب توقيت دخولها للمدينة - يضاف لها قيمة المُخالفة بلا مُبالاة - أو ما يُسمى (تكلفة) دخول الشاحنة (وقت المنع)!! وهذه الأخيرة لا أفهمها؟!.
هنا أعتقد أن (مضاعفة العقوبة) مطلب كوننا جميعاً، نخشى عواقب الشاحنات، على طريقة صغارنا (آن .. بع)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.