موضي الزهراني
في بادرة حقوقية تعليمية جريئة أصدرت وزارة التعليم أخيراً قرارها الإنساني لحماية طلابها وطالباتها عندما « حددت مهلة شهر للمعلمين والمعلمات ممن يعانون من «مشكلات نفسية» من تاريخ تبليغهم خطياً لمراجعة هيئة التخصصات الطبية لتقييم حالتهم الصحية لتلافي نقل خدماتهم لوظائف غير تعليمية ، أسوة بمن يثبت طبياً عدم قدرتهم على العمل في مجال التعليم ! وحددت الوزارة أيضاً أربع خطوات لمعالجة هذه القضية الحساسة التي تمس كادرها التربوي مراعاة لظروفهم وهي كالتالي :-
- يخفض نصابهم إلى 50% لمدة عام دراسي دون احتساب إجازات المرض ضمن تلك المدة.
- إذا كانت الخدمة 18 سنة فأكثر يمهل حتى إكمال 20 عاماً خدمة، ويخفض النصاب إلى 50%.
- إذا كانت خدمة المعلم أو المعلمة تقل عن 18 سنة يحول إلى عمل إداري.
- بعد إكمال الـ20 سنة يُخير المعلم/ المعلمة بين التقاعد المبكر أو التحويل إلى العمل الإداري.
هذه المعالجة العادلة وإن كانت متأخرة لكنها بلا شك بادرة إنسانية من وزارة التعليم ممثلة في لجنة الظروف الخاصة التي بلاشك عانت سابقاً من تحديد الآلية المناسبة لمعالجة وضع المعلمين ذوي الاضطرابات الشخصية، والأمراض النفسية، لخطورة وضعهم الصحي في البيئة المدرسية، وهذه الخطورة التي لا نضمن آثارها سواء على زملائهم المعلمين، أو على الطلاب والطالبات الذين يعتبرون هم الضحايا في الدرجة الأولى، وفي الواجهة منذ الصباح، لذا لابد من حمايتهم من خلال إجراءات عاجلة لا تستدعي المجاملة على حساب مخرجات التعليم البشرية! ومن خلال متابعتنا في وحدة الحماية الاجتماعية بالرياض كمثال: باشرنا بعض الحالات المرضية لمعلمات يُشكلن خطراً على الطالبات والمعلمات بسبب تصرفاتهن وردود فعلهن غير الطبيعية، واستخدامهن أساليباً تهديدية خطرة تسيء للأمان النفسي للطالبات في البيئة المدرسية، إلى جانب خطورتهن أيضاً على أطفالهن لتصرفاتهن القاسية معهم! وبلاشك مثل هذه الحالات النفسية المرضية لاتتوقف معالجتها على تدخل وحدات الحماية فقط، لأنها حالات تابعة لجهة تربوية رسمية، وكذلك عنفها نفسي مرضي وتحتاج (للعلاج النفسي) والذي يرفضه الكثير ولا يعترف به لحساسيته! مما يتسبب في تطور الحالة للأسوأ وتضرر من حولها ضرراً قوياً لايدفع ثمنه إلا الفئة الضعيفة (الطلاب والطالبات) فهذه الفئة المريضة والتربوية في آن واحد ، تحتاج إلى وقفة جادة لحمايتها من ظروفها الصحية النفسية، وذلك لحماية الطلاب والطالبات الذين بلا شك يتأثرون نفسياً وسلوكياً من سلوكيات معلميهم غير المستقرة والتي تساهم في تشكيل شخصيات انحرافية عدوانية غير مستقرة نفسياً تسيء لأمن الوطن واستقراره!