فهد بن جليد
برأيي أننا سنعيش خلال الأيام المُقبلة تحدياً كبيراً، بدخول لاعب جديد في رصد (المخالفات الإلكترونية)، بدلاً من (نظام ساهر)، يتمثَّل في الشركة السعودية للتحكم التقني والأمني المحدودة (تحكم)!
علاقتنا، ونظرة الأغلبية منا إلى (نظام ساهر) الآن، يجب أن تتغيَّر بدءاً من يوم غد (الأحد)، الموعد المُرتقب بحسب الكثير من المصادر، لدخول (نظام ساهر القديم) بالكامل تحت مظلة وزارة الداخلية من خلال المشغّل الجديد (تحكم)، خصوصاً بعد أنباء توقيع موظفي (ساهر) عقوداً مع الشركة الجديدة، ليحصلوا على مميزات جديدة، ربما تخوّلهم الدخول تحت مظلة نظام الخدمة المدنية.
الأنباء تشير إلى تحسين وضع الموظفين، بعد أن عانوا طوال - 7 أعوام تقريباً - من نظرة وضغط المجتمع، كونهم دفعوا تكلفة الثقافة الجديدة، وكانوا كاشفين لتجاوز الأنظمة المرورية، وفاضحين للمخالفين فوراً، وعلى رؤوس الأشهاد، بفلاشاتهم المُزعجة، وأعتقد أن المجتمع سيتقبل بشكل أكبر مثل هذه الخطوة، لأنهم باتوا موظفين (شبه حكوميين) من وجهة نظر الأغلبية، وربما تحولوا بالكامل إلى موظفين رسميين خلال - الستة الأشهر المقبلة، وهدفهم تطبيق النظام، والحد من تجاوزه، ولا شيء آخر؟!
العلاقة يجب أن تتغيَّر من كلا الطرفين، شركة (تحكم) والمجتمع، فالشركة الجديدة مدعوة لتغيير أسلوب تعاملها مع المجتمع، لتجاوز الصورة النمطية، والانطباع السائد عن نظام (الرصد الإلكتروني) والشركة المُشغلة، بأنها تستهدف جيوب السعوديين، وتترصدهم، وتختفي، لجني الأرباح وتعويض تكاليف وضع الكاميرات، وتشغيل النظام، بالعمل في الظلام، والاختفاء خلف الأشجار، وتحت الكباري، وبرأيي أن التغيير يكون بالعمل في وضح النهار، لتتطابق الفكرة مع الأساليب التوعوية المُطبقة في الدول المجاورة، بالعمل بشكل واضح لرصد المخالفات، كون هذا هو الأسلوب الأمثل لمنع الحوادث، والتأثير في سلوك قائدي المركبات!
أما المجتمع فعليه أن يتجاوز مرحلة (ساهر) ليتقبل الشراكة الجديدة، بوجود نظام إلكتروني أمني لكشف المخالفين، وضبط التجاوز المُميت والقاتل!
نحن نرحب بـ(تحكم) بدءاً من الغد، وننتظر تغيّراً عملياً ملموساً في أسلوب ورصد المخالفين، وإن غد لناظره لقريب؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.