فوزية الجار الله
أثناء جولاتي القرائية المتواصلة عبر الشبكة العنكبوتية وقع بين يدي حديث تضمن إجابة على سؤال لافت للانتباه، ما الذي يجذب الرجل في المرأة؟ لم يكن الحديث صادراً عن جهة رسمية أو ثقافية أو كاتب معروف ولا حتى من أحد علماء الاجتماع وإنما كان عبارة عن حديث متأنق أشبه ما يكون بحديث عام.. من خلال الموضوع تم طرح عدد من الأفكار لا أستبعد وجودها بيننا، لكن معظمها كانت عابرة سطحية مثال على ذلك: أن الرجل يحب المرأة حين يتناثر شعرها بعفوية على وجهها، وفكرة أخرى تقول إنه يحب المرأة التي ترتدي النظارة الطبية.. وأيضاً يحب النظر إلى المرأة أثناء انهماكها بوضع الماكياج أمام المرآة.. أتمنى حقيقة أن أقرأ استفتاء تم إجراؤه في مجتمعنا يتضمن إجابة على ذلك السؤال ما الذي يحبه الرجل في المرأة؟ وأيضاً ما الذي تحبه المرأة في الرجل؟
(أحبّ هاكَ الجيد بين الجديلين
وأحبّ ما تخفيه طرقة غطاتك)
تتناهى إلى سمعي إجابة لأحد الأسئلة تضمنتها قصيدة شعبية لشاعر جميل، لكنني لست بصدد التأمل في كلمات مغرقة في الرومانسية ما بين الحلم والشوق والهيام، بل بصدد تفنيد القضية بصورة أكثر واقعية، يعتقد البعض بأن الحديث عن قضية الرجل والمرأة يعتبر قضية أولية تافهة لا قيمة لها خاصة حين يتناولها كاتب عريق أمضى زمناً لابأس فيه في ممارسة الكتابة.. لكن الحقيقة أن قضية الرجل والمرأة لم ولن تكون قضية هامشية بكافة محاورها وبكل ما يتعلّق بها، فهما يمثّلان الأسرة التي يتشكَّل منها المجتمع، ماذا يحب الرجل في المرأة؟ أعتقد أن الكثير من الرجال الشرقيين يحبها مطيعة وفية صادقة، وهو في الوقت ذاته يحب المرأة الحرة الناجحة لكنه يخشى الارتباط بها خشية فقدانها كما ألمحت إلى ذلك فاطمة المرنيسي في كتابها (شهرزاد ترحل إلى الغرب).. ولأنني امرأة فسوف أتحدث عن الجانب الذي يتعلَّق بالنساء، أعتقد أن المرأة تريد رجلاً يعاملها باعتبارها إنساناً كاملاً لا شيء آخر، يحبها بصدق وبشمولية، يحبها في كافة أحوالها، سواء كانت في كامل زينتها كما هو الحال حين تكون مدعوة لسهرة مسائية، أو حين تكون قد استيقظت للتو من منامها بوجه خال من الماكياج، إذ إن واقع الحياة يتطلب تفهم كل منهما للآخر، وقبوله به كما هو في كافة أحواله تحسباً لأية ظروف قد يمر بها، أما المرأة الواعية المتجاوزة لقشور الحياة فهي تريده إنساناً قوياً صادقاً، يحتمّلها في كافة أحوالها، تريد من ذلك الرجل أن يكون صديقاً بالدرجة الأولى ثم حبيباً ثم زوجاً، بمعنى أن تكون الصداقة هي الأساس الذي يشكِّل علاقتهما ومن ثم إنساناً يحمل لها مشاعر حب جميلة، ثم زوجاً حسب ما تتطلبه واجبات الزواج الرسمية بناءً على عقد مكتوب.