موضي الزهراني
في الأسبوع الماضي اطلعت على خبرين عن حادثي طرق تسببا في وفاة معلمات بعد عودتهن من عملهن، أحدهما على طريق القصيم، والآخر على طريق الطائف، وما خفي كان أعظم بالنسبة لمآسي حوادث المعلمات في مختلف مناطق المملكة! وخصوصاً أن مسلسل قتل المعلمات على الطرق البرية لم تستطع وزارة التعليم على مدى العقود الماضية معالجته، والنظر له بعين الرحمة والإنسانية لوضع نساء يغادرن منازلهن من ساعات الفجر الأولى وذلك لأداء رسالتهن التربوية، مع سائقين غير مؤهلين للقيادة على الطرق البرية السريعة، من خلال مركبات قد تكون متهالكة، والدليل استمرار تلك الحوادث على مختلف طرق المملكة من جنوبها إلى شمالها ومن غربها إلى شرقها! ولقد تناولت بعض البرامج الحوارية مأساة هذه الحوادث وما تخلفه وراءها من أسر محتاجة لراتب هذه المعلمة، وأطفال صغار بحاجة لمن يرعاهم إلى غيرها من الظروف الخاصة والمحزنة لأسُر المعلمات اللاتي قُضي نحبهن بسبب الحاجة للعمل، وإهدار وزارتهن لحقوقهن الوظيفية ومن أهم تلك الحقوق (توفير البيئة العملية الآمنة) والتي تكاد تكون معدومة لدى جميع معلمات المناطق النائية، أو معلمات القرى والمحافظات البعيدة!
يا وزير التعليم : هذا ملف خطير وإنساني، ويحتاج لتدخل واهتمام عاجل من معاليكم، واعتباره من الملفات الساخنة على ساحة وزارتكم التي أغفلت الجانب الإنساني لمعلماتها اللاتي يقبلن بالعمل في المدارس النائية لحاجتهن للعمل ولظروفهن المادية الصعبة جداً، وخصوصاً أن تلك الأجساد المسكينة التي تتساقط كل عام جسداً تلو الجسد على الطرق البرية تحت مسئوليتكم وأمانتكم كجهة تربوية لا بد أن تغلق هذا الملف على خير! والمضحك أن وزارتكم تتبنى مشاريع ضخمة مثل (تطوير المناهج، وبرنامج فطن الوقائي) وغيرها من البرامج والمشاريع الأخرى التي تخصص لها المبالغ الهائلة، والكوادر البشرية المتخصصة، لكنها لم تسع لتطوير وتغيير البنية التحتية لكثير من المدارس التي يرثى لمستواها وكأنها صناديق متنقلة! لكي تنجح في تحقيق رسالتها التوعوية والوقائية السامية مع طلابها! أيضاً لم تسع لتحقيق أمان واستقرار كوادرها التعليمية من خلال تبني مشروع خاص بنقل المعلمات على الطرق البرية تحت مظلة شركات متخصصة لها مواصفاتها الآمنة وذلك للحفاظ على أرواح المعلمات المتعرضة للخطر بشكل يومي، حتى يتم نقلهن لمناطقهن وبجانب أُسرهن!
فأين مقام وزارتكم الموقرة من تبني هذا المشروع الإنساني الواجب عليكم تنفيذه للحفاظ على أرواح معلماتكم اللاتي تحصدها المركبات القديمة على الطرق البرية بشكل متسلسل طوال العام؟! وهل تعلمون أن رداءة مركبات المعلمات بسبب ظروفهن المادية التي دفعتهن للقبول بالالتحاق بالتدريس في مدارس شبه مقطوعة عن العالم الطبيعي! لذلك وبكل أسى أتساءل (متى سيقف قتل المعلمات على الطرق البرية)؟!
طبعاً الإجابة ما زالت مُعلقة لدى وزير التعليم وإدارات وزارته العديدة!