لبنى الخميس
مع بداية العام الجديد، ترتفع أصوات أحلامنا وأهدافنا، لشعورنا بأننا اقتربنا من فتح صفحة جديدة، بيضاء نقية، نحن من يقرر كيف يملؤها، لكننا نصدم أحياناً بجدران عادات سلبية سميكة ومزعجة سكنت عقلنا الباطن لفترة طويلة، حتى اعتقدنا أنها باتت جزءاً منا ومن طباعنا، وأنفسنا منها براء، فما هي هذه العادات؟.
الكاتبان والدرووب وثيموني بلتلر خريجا جامعة هارفارد للأعمال، كتبا كتاباً بعنوان: «عادة تمنعك من النجاح» في محاولة منهما لتقديم طريقة جديدة للتحفيز الذاتي بعدما راقبا بتمعن عادات الناجحين، وما يقابلها من عادات سلبية للأشخاص العاديين الذين يشتكون باستمرار من تعثرهم في دروب الحياة وعدم وصولهم لأهدافهم. أشارككم عبر هذا المقال، منها:
العادة السلبية الأولى: الشعور المستمر بالنقص
الشخص الوحيد القادر على منعك من الوصول للنجاح الذي تستحقه هو: أنت! شعورك الدائم بالعجز وعدم الثقة بالنفس أمام نجاح الآخرين عادة سلبية تضعك دائماً في خانة المشككين بدلاً من المنجزين.
العادة السلبية الثانية:
رؤية العالم من منظور الأبيض والأسود
لا تقع في فخ التعميم.. فلا وجود لشيء مطلق في الحياة. كل شيء خاضع لمبدأ النسبية بين الصح والخطأ.
العادة السلبية الثالثة: الإفراط في الفعل
هناك من يفرط في الفعل.. فيشعر بأنه تائه بين عشرات المشاريع والأفكار التي لا يملك الوقت الكافي لإنجازها.. احذر أن تحرق نفسك سريعاً.
العادة السلبية الرابعة:
تجنب الخلافات بأي ثمن
الاختلاف ليس سيئاً، بل جزء أساسي من تكوين الحياة وتنوع أطوارها.. إذا كنت تتجنب الخلافات دوماً وبصفة تميل إلى الخوف والحذر المفرط فستفقد شخصيتك وذاتك.. وتتحول من قائد إلى تابع. بعض مواقف وظروف الحياة تتطلب موقفاً حازماً، ومحاولة كسب ود كل من تعرفه معركة أنت أول الخاسرين فيها!
العادة السلبية الخامسة:
التصرف بهمجية مع المعارضين
اسأل نفسك.. هل أنت ممن يفضلون مرافقة كل من يوافقهم على ما يقولونه.. ويعادون بالسر والعلن كل من يخالفهم الرأي وينفصل عن تيار التبعية؟ هذه عادة سلبية تمنعك من التعلم من معارضيك والاستفادة من تنوع آرائهم ومواقفهم.
العادة السلبية السادسة:
ثائر يبحث عن سبب لثورته!
نقابل الكثيرين ممن يعانون من غضب مستمر وتذمر واستياء مستمر من كل شيء! احذر هذه العادة لأنها ستخلق حولك هالة من السلبية. إذا كنت تشعر بغضب مستمر وغير منقطع توقف واسأل نفسك عن سر بركان الغضب المتجدد في أعماقك وعالج أسبابه.
العادة السلبية السابعة:
الرغبة في النجاح حالاً والآن
الرغبة في تحقيق النجاح أمر محمود.. لكن من يريد تحقيقه ما بين عشية وضحاها عادة ما ينتهي به الأمر وقد حرق المراحل وقطف الثمار دون أن تنضج.. النجاح طريق نمشيه وليس محطة نصل إليها.. اجعل العمل الدؤوب والصبر الجميل وقودك لإتمام هذه الرحلة والاستمتاع في خوضها.
العادة السلبية الثامنة:
لا وظيفة جيّدة بما يكفي
أحياناً تجد أن هناك أناساً مؤهلين بأن يكونوا على قمة السلم الوظيفي، نظير مهاراتهم المميزة وشخصياتهم القيادية لكنهم لا يصلون إليها بسبب شعورهم بالملل وعدم تبنيهم لفضيلة الصبر للوصول للمناصب المؤثرة والفرص المميزة.
العادة السلبية التاسعة: الخوف
الخوف طبيعة بشرية.. لكن البعض يجعله سيد قراراته والمثبط الخفي لكثير من الأحلام التي يتمنى الوصول إليها.. فكم من أحلام ومشاريع ضاعت بسبب أن خوفنا من الفشل كان أعلى صوتاً من عزيمتنا ورغبتنا في النجاح.
العادة السلبية العاشرة:
فمه لا يعرف سكوتاً
تقول الحكمة: ليس كل ما يُعلم يقال.. ومن لا يعرف ماذا يصح البوح به وما يجب كتمانه سيفقد ثقة من حوله.. كونه وكالة أنباء متحركة في حين أن بعض العلاقات المهنية أو حتى الاجتماعية تقوم على حفظ الخصوصية واستئمان السر.
أخيراً.. للعادة قوة جبارة وخارقة إذا سخرتها لخدمتك لمعت.. وإن جعلتها تحكمك ذقت آلام الفشل ومرارة العجز، لذا قالوا يوماً: راقب كلماتك لأنها ستصبح أفكاراً.. وراقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالاً.. وراقب أفعالك لأنها ستصبح «عادات».. وراقب عاداتك لأنها ستحدد مصيرك!.