أحمد محمد الطويان
السعودية دولة نشأت قوية، ولم تضعف يومًا في أي شأن من الشؤون. خصوصًا في بنائها الداخلي، وفي سياستها الخارجية. تلتزم بقواعد لها من العراقة ما يكفي لتستمر وتنمو وتتقوى، ثبات المنهج السعودي، لا يعني بأي حال من الأحوال المراوحة في مجالات التنمية أو التطور المستمر، بل ثبات الأقدام وترسخ الجذور يعطي مساحات أوسع للانطلاق والنمو.
دولة كبيرة مثل السعودية يجب أن ننظر بتعمق لثقافتها السياسية، وأن يدرس الباحثون أسلوب الإدارة والحكم فيها، وتطوره المستمر وانسجامه مع متغيرات العصر، دون مساس بالثوابت الأساسية.
يجب أن نطرح التساؤلات.. لماذا السعودية قوية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز؟ ولماذا يجب أن تبقى قوية؟
السعودية قوية لماذا؟.. بترابط الأسرة المالكة ووحدتها، وعدم إدخال كائن من كان بشؤونها، وهذا متحقق وفق القواعد والأعراف الأصيلة. قوة هذه الدولة في بناء علاقات سياسية متوازنة وتعزيز نقاط القوة والتأثير في مناطق جغرافية مهمة، ومحاصرة أي توسع لمصادر التهديد، وبالعمل الجاد لبناء اقتصاد وطني متعدد المصادر يطبق المعايير العالمية، في مناخ يدعم النمو، ويرفع مستوى المعيشة، وتسييد مبدأ العدالة والاعتدال في الشأن المحلي والخارجي. قوة السعودية أيضًا في عملها بمبدأ مواجهة المخاطر خيرًا من مسايستها، لإبراز القوة وفرض قراءة مختلفة للتوازنات في الإقليم لصالح المملكة، وفي الانفتاح على المصالح أينما وجدت بما لا يؤثر على الالتزامات المبدئية والثوابت السياسية، وتحقيق الاستقرار. السعودية القوية انتهجت المأسسة والعمل الجاد لرفع الإنتاجية، والقيادة بالأهداف للفريق الحكومي، بحيوية ورشاقة إدارية معتمدة على التقانة. تعمل السعودية القوية حتى يكون فريق الحكومة أكثر طموحًا وأعند إصرارًا من مواطني الدولة، وتتحقق به قفزات تختصر المسافات والسنين، وحتى تنظر الأجيال المقبلة لسعودي اليوم بغيره وانبهار وتكون تجربته مصدر إلهام إسلامي وإِنساني.. هذا ليس كل شيء، ولكن الكبير والكثير لا يختصر بسهولة ولا يعرّف باقتضاب.
السعودية التي عصفت بحزمها قبل أن تعصف رياح الشرور، لم تتأخر في يوم من الأيام عن القيام بدور قيادي مؤثر، ولكن ربما تزيد في أحيان وتنقص في أحيان أخرى السرعة والفاعلية التنفيذية، وهذا ما عرفناه في السنين الماضية، ولكن في 2015، أصبح الإنجاز واجبًا، والإبداع مطلبًا، والاتقان ضرورة، وأصبحت الفاعلية السياسية والإدارية قانونًا ملزمًا لكل عضوًا في الادارة.
نحن أمام نقلة حقيقية تعيشها البلاد، تضاعف نجاحات ما مضى، وتبني لمرحلة أفضل، وتحقق حلمًا شابًا لا يشيخ ولا يهرم، بدأ منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بأن تسود هذه البلاد في كل شأن من الشؤون ولا تتأخر أبدًا عمّا تفرضه عليها مكانتها الدينية والثقافية البالغة الأهمية.
الجهد الذي يبذله الفريق الحكومي الذي يعمل دون توقف على مدار الساعة، جعلنا نرى مستقبلاً ظهرت ملامحه، وستصل السفينة الكبيرة الفخمة إلى شاطئ النجاح، بعد أن تحركت بسرعة واتزان، تشق بحرًا تتلاطم أمواجه، حفظ الله السعودية القوية والقادة الكبار الأقوياء.