د.موسى بن عيسى العويس
* الأمن والسلامة والتقيد بالتعليمات أثناء القيادة، ومراعاة أنظمة السير في بلد يعكس ثقافة المجتمع ورقيه، وذوقه وأخلاقه، ومنذ النشأة، ونحن نردد (القيادة فن وذوق وأخلاق) لكن ما الجيل الذي سيعي مدلول هذه العبارة، في الواقع لا ندري! فالمؤشرات لا تنبئ عن تقدم كبير في هذا السلوك، والظواهر السلبية لا تتراجع، رغم توافر الإمكانات ووسائل التقنية، ورغم تولي قيادة عديدة ملف الأمن والسلامة في الإدارة العامة للمرور، وعلى قدر كبير من الكفاءة، والفكر المستنير.
* تشكل الحوادث المرورية لدينا نسبة مرتفعة للأسف بين دول العالم مقارنة بعدد السكان، ومعروف أن حوادث السيارات لها آثار سلبية متعددة على الاقتصاد، وعلى الصحة، وعلى الأسرة ككيان اجتماعي. مبالغ ضخمة للهدر الاقتصادي الناجم عن الحوادث المرورية، وإحصائيات مخيفة عن عدد الوفيات والإعاقات المستديمة، إذا أشارت تقارير في إحدى السنوات أن عدد الحوادث يفوق (300000) ثلاثمائة الف في السنة، وأن 30% من أسرة المستشفيات مشغولة بمصابي الحوادث، ومعدل الوفيات يوميا جراء الحوادث يقارب (17)شخص، ويبلغ عدد المصابين (68000)ست وثمانون ألف في العام، ووصل تقدير الخسائر المادية (13) مليار سنويا، وهذالرقم يشكل ثقلا كبيرا على الاقتصاد. أرقام مفزعة ومثيرة للقلق، وتتطلب حلولا استراتيجية كبيرة، سواء بالتوعية، أو العقوبات، أو التحفيز.
* لا أحد يختلف على أهمية الصرامة في العقوبات المادية والمعنوية على الفئة المستهترة في نفوس الآخرين وممتلكاتهم، وبخاصة على فئة الشباب وصغار السن. لكن في المقابل هناك عوامل أخرى مساعدة تحفز المواطن والمقيم، والصغار والكبار على الانضباط المروري، والتعاون مع الأجهزة المعنية في هذا المجال.
* لدينا أسبوع المرور السنوي، أو ربما هناك أيام عالمية للأمن والسلامة، وكم هو جميل أن تستغل هذه المناسبة، وتنهض وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور بالتعاون مع القطاع الخاص، ورجال الأعمال على تبني جائزة سنوية ضخمة تمنح للمواطن والمقيم في كل محافظة من محافظات المملكة العربية السعودية، لمن أمضى(10)سنوات في القيادة دون مخالفات، وتوضع لها الضوابط والشروط واللوائح التي تحقق العدالة والهدف منها.
* في أكثر من مجال هناك تجارب سابقة للجوائز السنوية في مسارات مختلفة بعضها تنهض فيه المؤسسات الحكومية، وبعضها في المناطق الإدارية، كجائزة (العاصمة المقدسة) التي تبنتها إمارة المنطقة، وبعضها موطن في القطاع الخاص، وجل هذه المسارات قد تكون بمستوى الأهمية مع جائزة تخصص (للمرور)، وبالإمكان الاستعانة بأكثر من جهة أثناء عملية التقييم، وفرز المرشحين، بل ربما يكون هناك تنافس ليس على مستوى الأفراد، بل على مستوى مناطق ومحافظات المملكة، إذ أن المؤشرات ستنبئ وعي المواطن، وجدية المسؤول في المنطقة.
* أنا على يقين أن وكالات السيارات المتعددة لن تتواني في تبني منح الفائزين جوائز من أفضل ما تم إنتاجه من السيارات الحديثة، وسيثمن المجتمع بكل فئاته مبادرة من مثل هذه النوع، وسيمنح لمنتجات هذه الوكالات والشركات مزيدا من الرواج، والسرعة في التسويق، وبالتالي سنجد العديد من المواطنين سيتسابقون للظفر فيها، وبخاصة تعددت مستوياتها، ونوعها، وبالامكان أن تتعاون أكثر من شركة ووكالة هذا المشروع الوطني الذي يلامس هم كل مواطن حريص على سلامة أبناء وطنه.
* نتائج مثمرة وبناءة سيجنيها مجتمعنا فيما لوتينينا مثل هذه الأفكار وطورناها، وستكتب في سجل المبادرين والقائمين عليها في تاريخ مسيرتهم.