د.موسى بن عيسى العويس
* رحم الله (غازي القصيبي) لم يكن يصدق الربط بين البر والبحر بجسر بري، أما وقد تحقق الحلم وأصبح واقعاً بين السعودية والبحرين وأنشئ يقول مبتهجاً:
ضربٌ من العشق لا دربٌ من الحجر
هذا الذي طار بالشطآن للجزر
ساق الخيام إلى الشطآن فانزلقت
عبر المياه شراعاً أبيض الخفر
* لا زال غيره يحلم بمعجزة أخرى تسوق البحار إلى الصحاري، ليطرب عليها حداة الشعر وهواته من بادية (نجد) قلب الجزيرة العربية، لكي تديل عنهم شيئاً من وهج القيظ اللاهب، حتى لا يكون (لصبا نجد) الذي دائما نتغنى به وننتظره تلك القيمة، أو ذلك الشوق الجامح في النفوس، (فالقنوات المائية) جديرة بتغيير المناخ، وتغيير الطباع كذلك.
*عمر (المجلس الاقتصادي والتنموي) قصير جداً، لكن الطموحات والآمال والأحلام التي أصبح المواطن يعقدها عليه كبيرة جداً، وأعتقد أن هذا المجلس الذي يرأسه ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويضم في عضويته كفاءات وخبرات وطنية متنوعة سينقل مجالات التنمية إلى فضاء أوسع، ويعمل على توسيع دائرة الاستثمار والإنتاج بصورة تواكب مستجدات العصر واحتياج الأجيال القادمة من أبناء هذه البلاد الأوفياء، وليس ذلك بمستعص في عهد ملك الحزم والعزم.
* الاقتصاد بطبيعة الحال هو المحرك للأمم والشعوب، ووزن الدول يرتبط بقوة اقتصادها وقدرته على الاستمرار والمنافسة مع اقتصاديات العالم في مختلف الظروف. اليوم أمام المملكة العربية السعودية تحديات اقتصادية كبيرة، والتنافس بين الدول على تنويع مصادر الدخل قائم على أشده، وكلما تنوعت المصادر الاقتصادية لأي دولة أعطتها بعداَ قويا بين الدول، سواء على المستوى السياسي، أو الاقتصادي، أو العسكري، بل وحتى الثقافي والتنموي.
* المملكة العربية السعودية تتمتع بموقع إستراتيجي مميز، وتحظى بأعظم ثروة وأنفسها على مستوى العالم، فضلاً عن البعد الديني لها، لوجود الحرمين الشريفين على أراضيها، والذي منذ أن وجدا أسهما على مر العصور بتشكيل مصادر وثقافة المجتمع في الجزيرة العربية.
* شق (قناة مائية) رابطة بين شرق المملكة وغربها، أو على الأقل الوصول إلى وسطها من الأطروحات القديمة المتجددة، لكن الحاجة إليها تتعاظم يوماً بعد يوم، وإمكانية العزيمة والنهوض بمثل هذا المشروع الخيالي لم يصل فيه الجميع إلى حد اليأس، وبخاصة في ظل وجود الإمكانات المادية والبشرية والتقنية المتقدمة.
* الجميع يعرف أن الصحاري تغطي ما نسبته (90 %) تقريباً من إجمالي مساحة السعودية.زد على ذلك أن ما يقارب (60 %) من سكان المملكة العربية السعودية يعيشون في المناطق الصحراوي، البعيدة عن السواحل والبحار. هذه الصحاري الممتدة من جميع الجهات - وبهذا الحجم من السكان - تحتوي على ثروات طبيعية هائلة تقتضي النهوض بها، وفي كل يوم يكتشف ثروات طبيعية متنوعة من شأنها أن تكون رافداً من روافد التنمية الاقتصادية في بلدنا، لكن يبقى الوصول إليها، والقدرة على استثمارها بحكم المواقع الجغرافي، وصعوبة النقل منها وإليها إحدى العقبات الكبيرة التي حالت دون استثماره بشكل كامل وصحيح.
* الجميع يدرك ضخامة المشروع والعقبات التي تقف دون تحقيقه، لكن جميع العقبات تذلل طالما ارتبط مصير التنمية، ووسائل العيش بمثل ذلك. زد على ذلك عوامل أخرى تساهم في دعم هذا المشروع، والمتمثل بروافد الأودية والشعاب التي تكثر، وتخترق مسافات كبيرة من صحرائنا الشاسعة.كل تلك بالإمكان تسخيرها والاستفادة منها وترشيدها في موسم الأمطار، لدعم وتعزيز الموارد المائية لهذه القناة، بل بالإمكان استثمارها إلى جانب النقل في ري المشاريع والأراضي الزراعية في بعض المواسم.