علي الصحن
لن تنتهي مشاكل التحكيم السعودي، ولن تتوقف احتجاجات الأندية ولن يفيد الخبير الإنجليزي ما دام العمل يسير بنفس الوتيرة ونفس الأشخاص ونفس التفكير... مع بعض التدوير فقط، تدوير الأفكار والأشخاص والمراكز.
إذا أردنا ان نطور التحكيم السعودي فعلينا أن نعمل على خطين متوازيين:
- خط لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الفترة الحالية ومحاولة وضع الحلول المناسبة لمشاكل التحكيم الحالية.
- وخط للعمل من أجل المستقبل وبناء قاعدة عريضة يعول عليها وتكون نواة لتحكيم يوازي طموحات وآمال وتطلعات الناس.
العمل الحالي لا يحمل أي جديد، ومحاولات الإصلاح لن تثمر عن شيء، ذهبت لجنة وجاءت لجنة ثم ذهبت وجاءت ثالثة، ولا جديد، وهنا لا مناص من القول ان اللجنة الحالية تكاد تكون هي الأسوأ في تاريخ الرياضة السعودية، ولو لم يمر في تاريخها سوى لقطة دلهوم وهدف نجران الملغى في مرمى النصر، وضربة الجزاء التي احتسبت دون وجود أي لاعب في منطقة الجزاء لكفاها.
رئيس اللجنة الحالي عمر المهنا يحاول ويحاول لكنه ما زال في السطر الأول رغم أن قلم التطوير بيده منذ خمس سنوات، ومشكلة عمر المهنا أن أخطاءه عندما كان حكما ما زالت تلاحقه وربما هي تشكل ضغوطات داخلية عليه دون أن يشعر، فهدف النية وبلنتي الكاتو مثلاً ما كان لحكم مبتدئ أن يقع في أخطائهما، وعندما يقع بهما حكم كان في السنة السادسة عشرة له مع الصافرة فإنَّ عقدتهما سوف تلاحقه، بعض الأخطاء تلاحق صاحبها طوال عمره، وهنا أعتقد أن عمر يجب أن يدرك الحقيقة وأن يؤمن بعد هذه التجربة الطويلة أنه لم يعد يملك ما يقدمه للتحكيم السعودي، وان عليه أن يرتاح من هذا العناء ويسلم الملف إلى شخص آخر.
الشخص الآخر من سيكون؟
حكم سابق؟؟.... طوال العقود الماضية كانت اللجنة تدار من قبل حكم دولي سابق، فهل كانت نتائج العمل كما يريدها الجميع، الحكم السابق في النهاية زميل وصديق للحكام الحاليين، ومن المؤكد أن عاطفته ستتغلب في النهاية مهما حاول أن يتجنب إحضارها معه للمكتب، هناك أمور هي جزء من الإِنسان عصي عليه أن يتجاوزها!! الحكم السابق سيجامل الحكام والمراقبين وربما كان صعباً أن يعاقب زملاء الأمس على أخطاء لم يعاقبه أحد عليها من قبل، لذا تستمر دورة العمل بأخطائها وعلاتها وتجاوزاتها دون أن يوجد الشخص الذي يضع العصا بين دواليبها، ويوقف سلسلة الأخطاء التي تتواصل بهدوء وربما دون أن يشعر بها من يرتكبها كل يوم.
إذا أردنا أن نطور التحكيم فعلينا أن نسلمه برمته إلى متخصصين في التطوير والإدارة، تخصص حكم سابق أياً كان تاريخه مع الصافرة لا يمكن أن يكفي لضمان النجاح في إدارة اللجنة التي يجب أن تخرج من ربقة الحكام السابقين.
لابد من إحداث تغيير في طريقة عمل اللجنة واختيار المقيمين والمراقبين وترشيح الحكام، العمل التوافقي وتوزيع المسؤوليات بالتراضي لن يحقق شيئاً، هذه مرحلة وطريقة في الإدارة تجاوزها الزمن.
وجود الحكام السابقين في عمل اللجنة يجب ألا يتجاوز العمل في الأمور الفنية فقط، أما أمور الإدارة والتطوير وتوزيع الأعمال فيجب أن يقوم بها متخصصون في هذا الجانب.
شكاوى الأندية من التحكيم في ازدياد.. نعم هناك أندية تضع الصافرة شماعة لإخفاقاتها وتراجع نتائجها، لكن الواقع يقول أيضاً ان ثمة أخطاء لا يمكن قبولها ولا تمريرها وأن مع الأندية ألف حق في الاحتجاج عليها.
مراحل.. مراحل
- وضع الرائد الحالي لا يناسب تاريخه ولا طموحات عشاقه.. وأكرر ما قلته سابقاً: على أهل الحل والعقد والرأي والخبرة في النادي التدخل لإنقاذ فريقهم الكروي... قبل الوقت الذي لا يكون فيه لتدخلهم أي معنى.
- مواجهة الهلال والشباب مواجهة من العيار الثقيل.. فهل تعرف لجنة الحكام ذلك؟.
- الأخطاء البدائية تقع من حكام دوليين.. ولو أن اللجنة تعاقبهم بما يتناسب مع أخطائهم لعملوا على تفاديها... ولكن!!.
- عندما يكون الشمراني في يومه.. الهلال تزين علومه.
- مدرب الهلال ما زال مصراً على إرباك فريقه في الجزء الأول من المباراة... الفريق دفع الثمن في مناسبتين فهل يبحث دونيس عن الثالثة؟.
- في بعض الأخطاء تكون بعض اللجان أسداً.. وفي أخطاء أخرى تكون نعامة.
- الأهلي لم يجد أدنى صعوبة في تجاوز الاتحاد بثلاثية كانت قابلة للزيادة... الحقيقة التي يجب أن يدركها الاتحاديون أن فريقهم يحتاج للكثير والكثير حتى يعود إلى سيرته الأولى.
- زين الدين زيدان وهو اللاعب العالمي الخبير وصاحب التاريخ العريض والتجربة المميزة قال: إنه: (ليس جاهزاً لتدريب فريقه السابق ريال مدريد) وأضاف زيدان الذي يعمل مدرباً للفريق الرديف لريال مدريد: (في نهاية الموسم الماضي شعرت بأنني افتقد لشيء ما لكي أشرف على الفريق الأول.. لست مستعجلاً وأنا أخطو بثبات ولا أريد حرق المراحل).
- طيب يا زيزو... يا ليت بعض قومنا يعلمون.
- النجم الفرنسي الكبير يدرك أن التدريب (ما هو لعبة) وأن مجرد (الرغبة) و(الطموح) ستجعل منه مدرباً ناجحاً وأنه لا بد من (التدرج) في العمل حتى يتم تحقيق الهدف (الكبير) والوصول إلى (القمة).