سعد السعود
حكيمة كرة القدم.. منصفة هذه المستديرة.. لا تعطي إلا من يعطيها.. ولا تضيء قناديل الفرح إلا لمن يستحقها.. لذا تفوق الهلال بالدوري نظير عمله.. وختمها باحتلال الملز في لقائه بالشباب.. ولولا - بعد مشيئة الله - إبداع العويس لربما كانت عواقب هذه الاحتلال كارثية في مرمى الشباب.. فهذا الحارس الأسمر النحيل قطع دابر كل محاولة زرقاء.. ولم يجعل للمرمى سبيلا.. حتى عندما مُنح الهلال ركلة جزاء وجدناه يمنع الكرة من معانقة الشباك.. وربما لو لم يكسر الأسطاء التسلل لما وقع حتى إدواردو في مرماه.. تعملق العويس حد أنه أجبر غير الشبابيين للتصفيق له قبل مشجعي الشباب.. وسلب حتى من مدرب الهلال الإشادة والإعجاب.. وبالأخير فاز الهلال لأنه ببساطة بذل وعمل.. وخسر الشباب لأنه لم يقدم شيئاً سوى الكسل.
عموماً رب ضارة نافعة لليوث.. هكذا يردد المدرج الأبيض.. فقد أماطت المباراة اللثام عن العقم الشبابي الواضح.. وأشارت للخلل الذي لم يعترف به مسيرو النادي رغم أنه فاضح.. فالهجوم بلا أنياب.. والوسط الهجومي أشبه بالسراب.. والعمل التدريبي كان يقتصر فقط على مراوغة لرافينها أو تسديدة لمعاذ أو رأسية لعلها تأتي من ثابتة أو ركنية.. عدا ذلك فالحلول شحيحة أو تكاد تنعدم.. وإحصائية الشباب الهجومية أبلغ من أي حديث.. فلم يسجل الشباب في ثمانية لقاءات سوى 8 أهداف.. مع أن أغلب لقاءاته كانت أمام فرق صغيرة باستثناء الهلال والأهلي.. يكفي أن نقول إن الخليج والفيصلي يفوقونه بالتسجيل علاوة على الأندية الكبيرة بمعية التعاون المبهر لنعرف حجم بؤس الهجوم.. بل انه لا يفصله عن الحصيلة الهجومية للأخير فريق هجر سوى هدفين.. فهل بعد هذا الأرقام من كلام يُقال؟.
ثلاثة أسابيع فقط وتفتح فترة التسجيل أبوابها الشتوية.. تحديداً في التاسع من ربيع الأول.. فماذا عمل مسيرو الليث لمعالجة كآبة صناعة اللعب وقحط الهجوم.. الفريق يحتاج أدوات عاجلة لإسعافه هجومياً وإعادة النبض للفريق ليتنفس في الأمام.. لا يحتمل الليث بدء الفترة والانتظار حتى آخرها ليوقع مع حلول لما يعانيه.. فالهجوم الحالي مريض لا يُرجى شفاؤه ومركز صانع اللعب ميت دماغياً ينتظر دواءه.. ولذا يفترض أن تغلق هذه الملفات حتى قبل بدء فترة التسجيل مفاوضةً واتفاقاً.. ويحضر اللاعبون المستقطبون ويتدربون مع الفريق ليكون تسجيلهم مباشرة مع أول يوم عمل للجنة الاحتراف.. فقد أصبحت الانتدابات هي الأمل لعلاج هذا السقم.. خصوصاً والفريق وصل لمراحل متقدمة في بطولة كأس سمو ولي العهد.. ولعل من حسن حظه أن مباراة نصف النهائي ستكون بعد بدء فترة التسجيل.. فهل يعي مسؤولو الليث ذلك ويسارعون إلى إغلاق كل الملفات التي تؤرق المحب الشبابي في الوقت المناسب.
بالمناسبة وقبل أن تجف من الأقلام أحبارها.. أتساءل عن مدى صحة ما قيل عن صرف مكافآت فوز للاعبي الشباب بعد مباراة الهلال.. فإن كان ذلك حقيقياً فهو كارثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فبدلاً من محاسبة اللاعبين على تقصيرهم تتم مكافأتهم.. وبدلاً من تقريع المدرب على بلادته يتم التصفيق لعمله.. عجبي! هل وصل الحال بالشباب لأن يرى الخسارة بهدف كالإعجاز؟ وهل وصل الوضع بالليث إلى أن يرى الانكماش في ملعبه طوال المباراة أشبه بالإنجاز؟ الفريق بأكمله عدا العويس لم يحضر للملز.. بل كانوا أشباحاً بالكاد تحملهم أقدامهم داخل الميدان وهناك من يكرمهم على هذا التميز! أي تميز هذا يا سادة يا كرام.. وطوال 90 دقيقة لم يحصل سوى على ركنية.. ومحاولاته اقتصرت على هجمة موسى العنترية.. في حين كان الملعب طوال المباراة أشبه بالمائل ناحية محمد العويس.. فهل بعد هذا المظهر المخجل هناك مجال للتفكير أصلاً بالتكريم وليس التكريم فعلاً.. رفقاً بعقول المحبين يا إدارة الليث.. فكآبة منظر الفريق لا يخفيها مكيجة لوجه الغريق.. بل كانت محاسبته أولى.. ومساءلة عن هذا المستوى.. وإلا فأبشر بطول سلامة يا مقصر.
عندما بكى الوفاء.. عطيف
وحده أحمد عطيف مؤلف كتاب الانتماء وكاتب سيناريو الإخلاص بناديه.. حتى في أصعب الظروف عندما هبت رياح الخلاف بين شقيقه عبده والنادي لم يتأثر بذلك المناخ.. بل واصل كتابة سطور سطوعه ونحت حروف ولائه في ظاهرة قل أن نجد مثيلها وندر أن نشاهد مشابها لها.
سقط عطيف ضحية الإصابة أمام القادسية.. في لقطة مؤلمة وقاسية.. سقط يتلوى من الألم وبكى معه خليله الوفاء وشاركه صديقه المجد هذا الوجع.. لترسم الكرة على محياها القلق بعدما فقدت محورها واختل توازنها.
سلامات للأنيق حد الإبداع.. سلامات للمخلص حد التوقيع وعدم المساومة لفريقه في كل إمضاء.. سلامات للتاريخ حد مصافحته للدوري ثلاث مرات يفوق بها أندية وصل صيتها السماء.. سلامات للانتماء والوفاء وأيقونة شباب الألفية.. سلامات أحمد والملعب سيبقى يتيماً حتى عودتك.. سلامات أحمد والميدان سيظل كئيباً حتى رجعتك.. وعزائي للمجد بغياب صانعه وكاتبه وراسم لوحته.. والأمل كل الأمل بعودته أقوى.. بإذن الله أقوى.
آخر سطر:
ارتداء فانيلة الشباب حلم لأي لاعب.. فكيف عندما تكون أساسيا فيه منذ سنوات وتكافأ بالملايين طوال عقدك وتتقلد شارة القيادة.. ماذا بعد هذا من سعادة يا حسن معاذ لتكون غير سعيد كما صرحت؟.. همسة لإدارة الشباب ابحثوا عن قائد سعيد يفخر باللعب لشيخ الأندية بدلاً من هذا الناقم.. فهيبة الشيخ تستحق قائداً بمواصفات خاصة قمتها الفخر باللعب لهذا الكيان.