فهد بن جليد
مؤخراً رفعت جميع المخابز في المملكة أسعار شرائح الخبز (التوست) بواقع (نصف ريال - ريال كامل) للكيس، دون سابق إنذار أو مبرر مُعلن، لتبقى هذه هي مُعضلتنا يصحو المواطن على (سعر جديد) ويضطر للدفع، فيما وزارة التجارة والبلديات تلتزم الصمت غالباً!.
هذه المرة القضية تجاوزت (جس النبض) أو دراسة مدى تقبل السوق للسعر الجديد - كما حدث في قضية الألبان - لتصل إلى ما يشبه أخذ الإذن والمباركة من الجهات الرقابية برفع الأسعار، من خلال اتفاق جميع (المخابز) على طباعة السعر الجديد (4 ريالات) على الكيس مباشرة، لوضع المستهلك أمام الأمر الواقع!.
ليس الخبز وحده ما يتعرض للزيادة، منتجات أخرى ترتفع أسعارها تدريجياً، رغم أنها تحصل على دعم حكومي سخي، وتسهيلات كبيرة، مشكلتنا أن رجال الأعمال (زادهم الله من فضله) يريدون الحفاظ على نسبة مكاسبهم وأرباحهم (ثابتة) مهما حدث في السوق العالمية من تقلبات، وتحميل أي زيادة في المواد أو الأجور (للقيمة النهائية) التي يدفعها المستهلك الأخير!.
التجار يستغلون (ثغرة ما) في النظام، مع غياب المنافس والبديل، وعدم قدرة المستهلكين على توحيد نظام المقاطعة حتى (ترخص الأسعار)، دعونا ننظر إلى منافسات (مطاعم البيتزا) وكيف قضينا أعواماً طويلة، ونحن ندفع 59 ريالاً قيمة (بيتزا كبيرة)، و24 ريالاً قيمة (بيتزا صغيرة) لمعظم مطاعم البيتزا المنتشرة في شوارعنا!.
منذ نحو 12 شهراً دخلت السوق سلسلة مطاعم بيتزا (محلية) جديدة، وبدت في افتتاح فروع في كل أحياء الرياض، لتبيع ذات المنتج الذي تبيعه المطاعم الشهيرة (بنصف السعر) تقريباً، فماذا حدث؟!.
اليوم جميع مطاعم البيتزا الشهيرة والعالمية في الرياض، خفضت أسعارها إلى (النصف تقريباً) لتتوافق مع سعر (المنتج الجديد)، فهل قبلت هذه الشركات بالخسارة ؟!.
أحد مسؤولي هذه الشركات قال لي إن البيتزا الواحدة تكلفهم (عجين وصوص وجبن وزيتون وخضراوات) نحو (أربعة ريالات) تقريباً، قد تزيد حسب الحجم وكمية (الجبن واللحم والدجاج)، ويبيعونها للمستهلك بعد احتساب (الكرتون والأيدي العاملة وإيجار المحل والأجور الأخرى) بسعر يتراوح ما بين الـ10 و30 ريالاً، والعملية ما زالت مربحة بالنسبة لهم!.
لك أن تتخيل أنهم كانوا يربحون (خمسة أضعاف) هذه التكلفة سابقاً ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.