فهد بن جليد
عزيزي (العريس) تأكد من شكل (أصابع قدميك) قبل التقدم للخطبة، المسألة لا علاقة لها (بشخصيتك)؟ وما إذا كنت (زوج رومانسي) و(حنون) أم لا؟ القضية أكبر من ذلك وقد تتعلق (بتكافؤ النسب) كما تؤكد ذلك مُجمل الدراسات الحديثة حول (الأصول البشرية)؟!.
فإذا كان شكل طول الأصابع (تنازلي) من الأكبر إلى الأصغر، فإن أصولك عربية 100%، أما إذا كان (الأصبع الثاني والثالث) بنفس طول (الأصبع الأول) فقد تكون أصولك رومانية، وإذا كان (الأصبع الثاني فقط) هو الأطول، فتأكد أن أصولك يونانية، وفي حال انفرد (الأصبع الكبير) بالطول فهذا يدل على أنك من جماعة (هتلر)، من يدري ربما تم تطبيق هذه القاعدة العلمية كشروط جديدة للزواج (فسخ الشراب) قبل توقيع العقد؟!.
كلنا ندّعي المثالية لتسهيل أمور الزواج والقضاء على العنوسة، بتخفيض المهور، و منع تكاليف الزواج، ولكن في الحقيقة قليلون من يطبقون ذلك فعلاً، لأننا نعتقد أننا (خارج المعادلة) مثلما حدث مع (خطيب الجمعة) الذي دعا الناس على (المنبر) لتفقد أحوال الفقراء والمعوزين من حولهم، والتبرع لهم بأجّود ما نملك، وعندما فرغ من الصلاة وجد أن زوجته تبرعت (باللحم) الذي اشتراه صباحاً (لجارتهم الفقيرة)، كون (اللحم والمرق) أجود ما في المنزل من الطعام، فكاد أن (يطلقها) لولا أن تعهدت بعدم العودة لذلك مستقبلاً؟!.
أكثر الأفراح بذخاً وتكاليفاً، يُقيمها للأسف معظم (الداعين والمُنظرين) في المجتمع لتخفيض المهور، وتبسيط تكاليف الزواج، ومحاربي العنوسة من قادة الفكر والمشايخ والمشاهير (على طريقة الخطيب أعلاه) بسبب اعتقادهم أنهم (خارج المُعادلة)، فهم ينصحون الآخرين ويحثونهم على التسهيل، ولكنهم يستمتعون بما أنعم الله عليهم من مال، ومنصب ومكانة، متناسين أنهم جزء من المشكلة، لأن بقية المجتمع سيجارونهم، ويحاولون أن يكونوا مثلهم..!.
الناس هم من يعقدون المسألة على أنفسهم، فلو فحص أحدهم أصابع (زوج ابنته) لمعرفة مدى (تكافؤ النسب)؟ لوجدناها في اليوم التالي (خطوة مجتمعية) جديدة على طريقة: ما يصير نزوج بنتنا لواحد (أصبعه الأوسط) أطول من (أصبعه الكبير) وفضيحتاه.. لا أحد يدري بس؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.