فهد بن جليد
يحاول مجموعة من الشباب تغيير سلوكنا كمجتمع تجاه (المتسولين)، لنتوقف عن إعطائهم (المقسوم)، هذه الخطوة الطموحة التي اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي (منصة لها)، تهدف لتحقيق ما عجزت عنه جهات حكومية مجتمعة على مدى (عقود) من الزمن؟!.
أنا شخصياً ارحب بمثل هذا التحرك المجتمعي على اعتبار أن نصف العلاج بيد (المجتمع) فعلاً، مثلما أن النصف الآخر بيد (جهات الاختصاص)، صحيح أن علينا دور ومسؤولية موازية، ولكن ثمة نقاط مهمة يجب التنبه لها، ودراستها لفهم كيف يمكن محاربة (عصابات التسول)؟!.
الفكرة الجديدة التي ترتكز عليها حملة (أنت السبب) هي قاعدة أنني أنا وأنت وكل شخص آخر يقدم لهؤلاء المال، هو يمنحهم في حقيقة الأمر ما يشبه (كارت أخضر) للبقاء في الشارع وزيادة عدد المتسولين، لأن (الشحاتة) مهنة لها أصول منذ زمن بعيد، والحل هو في التوقف عن إعطاء هؤلاء المال!.
الحقيقة الغائبة عن ذهن كل من يدفع المال ليد (المتسول) هي أن هذا المتسول لا يأخذ المال له (شخصياً)، فهناك (عصابات مشغلة) تتقاسم معه المبلغ، وتأخذ (ثلاثة أرباع الغلّة) مقابل تأمين الحماية والمأوى والنقل والأكل!.
دفع بعض النقود في الشوارع، والميادين، للمتسولين والمهرجين، هو (سلوك إنساني) لا علاقة له بالطيبة أو حسن السَريرة، فالناس تحب أن تعبر عن تعاطفها (اللحظي) أمام الموقف الذي تشاهده وتتأثر به، لعدة اعتبارات محيطة (لسنا بصددها الآن)، وأنا استطيع الجزم بذلك كوني خضت (تجربة تسول أمام الكاميرا) قبل نحو عامين، وتوصلت لمثل هذه القناعة!.
مهما عملنا لن تتوقف الناس عن وضع (ريالين أو ثلاثة) في يد متسول جائل عند إشارة المرور، والتوجه للتبرع في مكان خاص بجهة خيرية موثوقة، لأن الفكرة ليست إعطاء المال لمن يستحقه، بقدر ما هي عادة إنسانية للتعبير عن الرضا الداخلي، إذا ما هو الحل؟!.
برأيي الحل يكمن في السماح للجهات الخيرية المُصرح لها، بابتكار أفكار جائلة لجمع المال بطريقة منضبطة، لسد الفراغ الذي سيتركه (المتسول العادي)، دول خليجية وغربية تنبهت لهذا الأمر، فسمحت بجمع التبرعات والصدقات في المولات وعلى متن الطائرات وفي أماكن التجمعات من قبل (جهات ومنظمات خيرية) معروفة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.