د.عبدالعزيز العمر
خلال مسيرته الطويلة تعاقب على تعليمنا (رجال) كرام قدم كل منهم لتعليمنا أقصى ما في وسعه، خصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار الظروف الثقافية الاجتماعية الحاكمة التي ألقت بظلالها على حركة تعليمنا، وهي ظروف ربما تكون أضعفت فعاليته وحدت من جودته.
وفي اعتقادي الشخصي أن تعليمنا - وبالمعايير المهنية الاحترافية المتفق عليها- لا يزال غير مؤهل لنقلنا من دولة عالمثالثية إلى دولة متقدمة مثل كوريا وسنغافورة وماليزيا.
ولم يشفع لتعليمنا أنه كان يحصل على دعم مالي سخي يسيل له لعاب أي نظام تعليمي على الأرض.
دعوني هنا أعرض لكم - بحسب وجهة نظري الشخصية - وصفة مختصرة لمعالجة أهم علل نظامنا التعليمي، أولاً: يجب ألا نتسامح في تمرير أخطاء التعليم، وأكبر أخطائنا التعليمية على الإطلاق هو فشلنا في الوصول إلى القيادات المتمكنة الذين لديهم من المهنية والاحترافية ما يمكنهم من إحداث تحويل نوعي في تعلم وإنجازات طلابنا، ثانيا: يجب العمل بأسرع ما يمكن لإيقاف عملية التزييف والخداع التعليمي الحالية، وهل هناك عملية تزييف أكبر من هذا النفخ الكبير في درجات طلابنا وفي مؤشرات مستوى أداء معلمينا، ثالثا: يجب ألا نترك تعليمنا نهبًا لكل فئة نافذة تريد توجهه إلى أهدافها الخاصة، التعليم يجب أن يكون للجميع وللوطن وليس لفئة بعينها.
رابعا: يجب تخفيف قبضة البيروقراطية على تعليمنا لصالح المدرسة، خامسا: سيبقي تعليمنا مجرد انطباعات وتخبطات ما لم يعتمد على مؤشرات البحث العلمي، لدينا مراكز بحثية جامعية عديدة، لما لا يستفيد تعليمنا منها، سادسا: يجب ألا نقلق على تعليمنا بسبب انخفاض ميزانياته، فالتجربة علمتنا أن أفضل الحلول تأتي عادة وقت الشح المالي.