د.دلال بنت مخلد الحربي
كان يوم الأربعاء الماضي يوما استثنائيا لكل من حضر ورشة عمل:(الخطة المقترحة لبرنامج التحول الوطني) والتي عقدت في الرياض بتنظيم ودعوة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وبرعاية وحضور سمو الأمير محمد بن سلمان وهدف الورشة هو اطلاع المشاركين على مسودة البرنامج، والذي تشكل من محاور ثلاثة، هي المجتمع والقطاع الخاص والقطاع الحكومي، وتحت كل محور مكونات تشكل بناءه؛ فمثلا جاء محور المجتمع مشتملا على
الآتي:
الإسكان -الترفيه والرياضة والثقافة - التعليم والهوية الوطنية - التدريب والتأهيل والتوظيف - الرعاية الصحية - بيئة العيش والنقل والبنية التحتية - العدل والحماية الاجتماعية وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني - الحج والعمرة -.
والخطة ترمي إلى إصلاحات واسعة، منها: إعادة تشكيل اقتصاد المملكة لمواجهة هبوط أسعار النفط، ودفع القطاع الخاص للمساعدة في تحمل العبء الملقى على الحكومة بخصخصة بعض الجهات الحكومية وتشجيع إقامة مؤسسات غير هادفة للربح، وعلى الأخص للتعليم والصحة، كما تقضي الخطة بإعادة هيكلة نظام دعم الكهرباء والمياه ليوجه الدعم لذوي الدخل المتوسط والمنخفض، وغير ذلك من أهداف غاية في النماء والتطوير.
وقد حملت كلمة سمو الأمير محمد بن سلمان التي ألقاها في الورشة ملامح الإستراتيجية الجديدة، كما أجاب بكل شفافية ووضوح على الأسئلة التي وجهت لسموه..
إن هذه الورشة وما تم فيها من طروحات وتبادل وجهات نظر هي خارطة طريق للمستقبل، وهي أيضا رسالة تبث الاطمئنان في نفس كل مواطن وهو ما استشعرته عقب انتهاء كلمة سمو الأمير؛ فقد بثت ثقته وحديثه المتعمق في أدق التفاصيل ودرايته التامة بكل معوقات ومشاكل المرحلة الراهنة والقادمة الراحة في نفسي وأبعدت عني الخوف على مستقبل وطننا.
لأن كل المتغيرات والأحداث التي تلم بالمنطقة لا تبشر بخير، لكن إن تتنبه القيادة وتعي مقدار الخطر وتستعد له فهو ما نشر الاطمئنان وبعث الأمل..
الورشة لم تكن إلا دعوة لمشاركة المسؤول مع المواطن في طرح المشاكل والبحث عن الحلول، ومثل هذه الورشات بداية موفقة للمكاشفة يشترك فيها قطاع كبير من المواطنين بمختلف توجهاتهم مع المسؤولين التنفيذيين الذين يشرفون على الهيئات الحكومية المنفذة للمشاريع، والتي كنّا من قبل لا نعرف شيئا عن خططها وأعمالها، ولكن ها هي هذه المؤسسات من وزارات وغيرها تطرح ما لديها بشفافية، وتتلقى النقد والرأي وتفتح أبوابها ونوافذها للأسئلة التي تعبر عن هموم قطاع كبير من المواطنين في تلمسها لما يخطط لمستقبلهم عبر الهيئات الحكومية لأنهم هم المقصودون بهذه الخطط.
ولاشك أننا نترقب أن تكون هناك ورش أخرى تفتح المجال للشباب لفئات متنوعة تساعد وتشارك في وضع خطط مستقبلهم..
أعود للتأكيد على أن المواطن يشعر بكثير من الاطمئنان والراحة إزاء مثل هذه المكاشفات التي يحتاج اليها حاجة ماسة في زمن أصبحت كل الأمور فيها مكشوفة ومن الصعب اخفاء الحقائق مهما صغرت أو كانت ضئيلة..
كما أشيد بما قاله سمو الأمير محمد بن سلمان حول قياس أداء الوزارات والهيئات الحكومية عبر مؤشرات الأداء الرئيسة وتأكيده بمساءلة اي مسؤول يقصر في اداء عمله وعدم تحقيقة للأهداف الموضوعة، وأن المحاسبة ستكون بعزله واستبداله بمن يستطيع القيام بالمهمة على الوجه الصحيح، وهذا توجه إيجابي ينبه الجاثمين على كراسيهم أن مسألة البقاء لم تعد كما كان في السابق، بل هي مرتبطة بالفعل والإنتاج.