أحمد بن محمد الجردان
العم محمد بن جارالله الغزي البدراني الدوسري غفر الله له راعي المنسف الواقعة شمال الزلفي والتي تحتضنها نفود الثويرات الشهيرة برمالها الذهبية، والمنسف التي نحن بصدد الحديث عن صاحبها أبي غزي هي واحة غناء جمعت الجمال بخضرتها والكرم بكرم صاحبها والأصالة بأصالة أهلها آل غزي الكرام، الذين لهم في كل مجد سبق ونصيب عظيم ، وفقيدنا العم محمد بن جارالله الغزي آية في الكرم والبذل والعطاء حتى صارت المنسف مقر إقامته عنوانا يذكر عند ذكر الكرم والكرماء. وكرمه مستمر على مدار اليوم والليلة وفي كل جمعة بعد الصلاة يقيم وليمة ثابتة لضيوفه ، وهذا ديدنه منذ سنوات طوال ، وقد يسر الله لي قبل سنوات زيارته فوجدته آية من آيات الكرم والجود والثغر الباسم والنفس الطيبة والروح المرحة مع أضيافه حتى أني تذكرت قول الشاعر:
أضاحك ضيفي قبل انزال رحله
ويُخصب عندي والمكان جديبُ
كما أن ابن غزي يجود على ضيفه بالحديث النافع والمفيد، وقهوته ينطبق عليها المثل المعروف (فنجال وعلوم رجال) فهو يقدم لك مع ضيافة الطعام ضيافة العلوم الطيبة فيعطيك من بحر تجاربه ما لا يعطيك إياه كتاب، بل كتب متعددة كما أن ضيوفه لا يستطيعون الخروج من عنده بسهولة، فكان شعاره دوما (وش معجلكم تونا مبكرين).
ومن مواقف كرمه الكثيرة أذكر هنا أنه ذات يوم مر به أناس في سيارتهم فأعطى لهم الإشارة بالتوقف غير أنهم لم يستجيبوا له ففوجئوا بأنه أقفل عليهم الطريق وقال لهم (والله ما تروحون إلا قالطين عندي) وفعلا دخلوا بيته على أنهم يشربون القهوة والشاي ومن ثم يذهبون إلا أنه بطيب نفسه وكريم ضيافته وجمال وثمار حديثه وإصراره جلسوا عنده حتى تعشوا تلك الليلة وألح عليهم بالمبيت وكاد أن يغلبهم إلا أنهم رفضوا ذلك وغادروا الى وجهتهم.
رحم الله العم محمد بن جارالله الغزي وبارك في عقبه وجمعنا الله به في دار كرامته ومستقر رحمته.