م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. أقيمت الانتخابات البلدية هذا العام وسط أحداث عربية غير مسبوقة.. مما حَمَّلها معانيَ تتجاوز كونها انتخابات بلدية إلى حدث وطني اهتم به العالم نظراً للأهمية الكبرى التي تتبوأها المملكة العربية السعودية وموقعها المؤثر فيه.
2. تعددت آراء الناس وتساؤلاتهم حول الانتخابات البلدية.. منها ما هو إيجابي متفائل يراها خطوة في الطريق الصحيح.. ومنها ما هو سلبي متشائم لا يرى ذلك.. إلا أن عموم الآراء اتفقت على أن الانتخابات خطوة إلى الأمام.. أما مجمل التساؤلات.. فقد تراوحت بين: ما هي الانتخابات؟.. وما هي المجالس البلدية؟.. ومن يحق له الترشيح؟.. ومن يحق له الانتخاب؟.. وهل سيكون للمجالس دور فاعل أو كما المجالس السابقة؟.. ومتى سيكون ذلك؟.. وكيف سيتم ذلك؟.. ولماذا كل ذلك؟.. أما المثقفون فأسئلتهم كانت تدور حول التشريع وآليات العمل.. وإجراءات التنظيم.. وحدود الممارسة.. والنتائج المتوقعة.. والخطوات اللاحقة.
3. العنصران الأساسيان في موضوع الانتخابات هما: الحكومة أولاً فهي العامل الأساسي في الانتخابات.. ولحداثة التجربة فهي تتحمل نسبة (99%) من نجاح التجربة أو فشلها.. وأحد مؤشراته هو نسبة الإقبال على التسجيل والاقتراع.. ثم يأتي المجتمع ثانياً.. فمن حق عموم الناس أن يعوا ماهية التجربة وماذا تعني وإلى أين تقود.. وهذا الدور التوعوي مهمة الحكومة الأولى لأن التجربة فتية.. والمجتمع لن يكون بيئة صالحة لنجاح التجربة دون وعي بدوره.
4. اهتم مسيرو العملية الانتخابية في الثلاثة انتخابات الماضية بالشق التشغيلي للانتخابات.. وتم التعامل مع الشق الإعلامي كمهمة ثانوية تُرِكَت لاجتهادات وسائل الإعلام.. وتركوا مهمة تنظيم توجيه الرأي العام للإثارة التي هيجها فرسان التواصل الاجتماعي الذين (أطَّروا) المشهد الانتخابي بإطار كان من نتيجته قلة الإقبال.. وظهرت صورة الانتخابات على عكس ما يريده صناع القرار وكأنها مؤشر على عدم الرضا المجتمعي!.
5. أخيراً: في الانتخابات السابقة لم تقم اللجنة العامة ولا اللجان الفرعية للانتخابات في المناطق بعمل توثيق إحصائي اتصالي باستثناء لجنة منطقة الرياض.. والتي أصبح توثيقها هو المرجع الوحيد لأعضاء اللجان التي أتت من بعدهم في الانتخابات الثانية والثالثة وللباحثين وللإعلاميين.. وبذلك فقدنا مصدراً للمعرفة ومرجعاً هاماً عن الانتخابات البلدية في بقية مدن ومناطق المملكة.
6. أن توثق كل لجنة فرعية للمناطق انتخاباتها فإن ذلك مهمة وطنية.. وهو أضعف الإيمان.