م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. المنظمات الكبرى أو الإدارات الصغيرة على حد سواء لا يمكن أن تعمل بمستوى أعلى من قياداتها.. هذه حقيقة عملية لا خلاف عليها.. من هنا نتساءل: ماذا يجب على القائد المعين (المدير) أن يعمل حتى يرتقي بقدراته ويعمل بكفاءة يخدم بها منظمته أو على الأقل لا يعيقها؟
2. في البدء أن تكون قائداً بالتعيين فهذه هي الخطوة الأولى.. وحتى تكون قائداً عن جدارة واستحقاق فيجب أن تبتعد عن التعامل مع الوظيفة من منطلق «أنا المدير».. وألا ترسم شخصية غير حقيقية عنك.. وألا تخلق مسافة بينك وبين الموظفين الذين هم أتباعك وفريق عملك.. وألا تشعرهم أنهم فقط أدوات تساعدك.. وألا تهددهم بالتأثير على مستقبلهم العملي.. وألا تعمل حسب دليل الإجراءات وكأن الموظفين مجرد آلات.. كل ذلك لا يساعد القائد المعين أن يتطور ليكون قائداً بحق.
3. الذي لديه المهارة القيادية سوف تجده يقول: «لنعمل معاً» بدلاً من أن يقول: «اذهب واعمل وحدك».. أن يذهب هو إلى الموظف بدلاً من أن يطلب منه أن يترك عمله ويأتيه.. وأن يطلب رأيه بدلاً من توجيهه.. وأن يُشْعِر الجميع أنه هنا لمساعدتهم وأن يزيد من معارفهم.. فالقائد الحقيقي يعتمد على قدراته في التأثير على موظفيه لا على وسائل موقعه الوظيفي في التحكم بهم.
4. القائد غير الجدير يعتقد أنها مسؤولية الناس أن يأتوه بطلباتهم، أما القائد الجدير فهو الذي يذهب إلى الناس ويقدم خدماته.. فالقادة مبادرون بطبعهم.. وقد اختصر الفيلسوف الإغريقي سقراط كل ذلك بقوله: «القائد الذي يريد أن يحرك العالم عليه أولاً أن يحرك نفسه».. فالقائد الحقيقي يتجاوز مجال عمله إلى ما هو أبعد من صلاحياته ومهام عمله ويقدم خدماته التي تؤهله لأن يكون قائداً حقيقياً.. ولا يكتفي بأن يكون قائداً بالتعيين يعمل فقط ضمن الحدود ووفق الصلاحيات الممنوحة له.
5. القائد إذا لم يكن أهلاً للقيادة سوف يعمل وحيداً ويقف بعيداً متجنباً الجميع.. لذلك سيكون اتصاله بالآخرين ضعيفاً.. والموظفون الذين يقودهم سوف يعملون بكفاءة أقل وبطاقة أضعف.. فهم لا يجدون القائد الذي يستخرج ما لديهم من طاقات ويحفزهم وينسق تكاملهم ويدعم إنجازهم.
6. القائد الحقيقي هو الذي يعمل مع الآخرين ويمثل لهم القدوة والمحفز.. يضحي بتطلعاته وطموحاته الوقتية لصالح الفريق حتى يحقق معهم إنجازاً أكبر.. فالقائد لا يمكن أن يسبق فريقه أو يتخلف عنهم.. لأنه لا يقول: «اذهبوا أمامي»، بل يقول: «لنذهب معاً».. القائد الحقيقي لا يعمل منفرداً.. ولا يمكن أن يعمل معه أحد إذا لم يحظ باحترامهم.. كما لا يمكن أن يقود فريقاً دون أن يحبهم.