سعد الدوسري
إن الجهود التي يجب أن تبذلها مكونات المجتمع بمبادرات من المديرية العامة للسجون، لتغيير النظرة العامة للسجين، سوف لن تكون كافية، إن لم يرافقها برامج إصلاحية داخل السجون، يكون هدفها رفع الروح المعنوية للنزلاء وإتاحة كل الفرص لهم للانخراط في برامج إصلاحية تأهيلية وتدريبية، تمكّنهم من جعل فترة بقائهم بين الأسوار، فترة إنتاج وإبداع وإنجاز.
في سجون هولندا، يتجاوز عدد العاملين عدد السجناء، وتكاد تكون غرفة النزيل أشبه بغرفة في فندق فخم، وتكاد تكون حياته فيها من أكثر تجاربه تميزاً. وهذا كله لا يحتاج إلى اختراعات كونية، فبمجرد قبولنا لفكرة تطوير مرافق حياة السجناء، وبمجرد تحويل إدارة هذه المرافق إلى القطاع الخاص، سيكون من السهل الوصول إلى حالة تشبه الحالة الهولندية.
نحن على اطلاع بما يعانيه السجناء في مجالات كثيرة، ونعرف أن هناك جهوداً تُبذل للقضاء على العديد من السلبيات، سواءً في مجال البرامج الإصلاحية أو التغذية أو الخدمات الصحية أو النظافة أو التنسيق مع الجهات الخارجية التي تتطلب حضور السجين، أو في مجال التجاوزات التي تتيح لبعض السجناء أن يمارس المخالفات حتى من داخل السجن. ولكي تثمر هذه الجهود، يجب أن تكون هناك رؤية إبداعية جديدة لمفهوم المبنى ومفهوم الخدمات، يمكن من خلالها تحقيق قفزة نوعية كبيرة للسجن ولبرامج السجين، في آن واحد. ولدينا في هذا القطاع قيادات واعية وخلاَّقة، بمقدورها أن تتبنى هذه الرؤية.