عروبة المنيف
إن الخبر الذي أكدته شركة الخطوط السعوديه المتضمن عدم توافر فرص عمل للمرأه السعودية على متن طائراتها وذلك بدون التوضيح والإشارة إلى أي أسباب تحول دون السماح للمرأه السعودية بالعمل والانخراط في ذلك المجال،هو مؤشر يعمد إلى ترسيخ المعتقدات السلبية..
... التي يؤمن بها البعض في مجتمعنا عن مهنة «المضيفة» والنظر إلى من يعمل بتلك المهنة نظرة اجتماعية دونية. تلك النظرة المتجذرة لدينا والتي تنطلق من الحساسية المفرطة تجاه الاختلاط والذي يحاول البعض التخويف منه مع ما يؤدي ذلك التخويف من إساءة للرجل والمرأة معاً.
ترتبط تلك المهنة أيضاً بالسفر والترحال والذي يتعارض مع مطلب وجود محرم، وهو أيضاً من ضمن المعوقات التي يظهر أن الخطوط السعودية قد وضعتها في حساباتها عند اتخاذها ذلك القرار، مع العلم أن ذلك القرار سيحرم المرأة السعودية من وظيفة هي أحق بها من غيرها من الجنسيات الأخرى، ولا سيما أن هناك تفعيلاً جاداً في غالبية مجالات العمل للمرسوم الملكي المتضمن زيادة فرص العمل للمرأه السعودية في جميع المجالات للتقليل من معدلات البطالة النسائية وتوفير فرص ومجالات للعمل تساهم في التقليل من معدلات البطالة لديها وتوفر لها معيشة حرة وكريمة.
إن توفير فرص عمل للمرأة هي من ضمن أولويات القيادة العليا بالدولة ومعاكسة تلك التوجهات لا يخدم الوطن وأبناءه وبناته، فالوطنية يجب ألا تميز بين مواطن ومواطنة؛ فللطرفين الحق في العمل النزيه الذي يحفظ كرامة الجميع، وقد أثبت المضيف السعودي على متن الطائرات السعودية كفاءته وجدارته، فلماذا لا نعطي المرأة تلك الفرصة أيضاً.
تفرض الخطوط السعودية على مضيفاتها اللواتي يعملن على متن طائراتها الحجاب الإسلامي، فمن باب أولى أن تحصل المرأة السعودية على تلك الوظيفة ما دامت ملتزمة بالحجاب ومحتشمة وبكامل احترامها لنفسها، فالمرأة هي من تفرض احترامها وتعطي صورة مشرفة لنفسها ولمهنتها.
إذا كان الاختلاط هو حجة الخطوط في ذلك المنع والتحفظ فالاختلاط واقع في جميع أجهزة الدولة والنساء السعوديات ملتزمات بحجابهن الإسلامي وبالأصول والقيم المجتمعية التي تحترمها المرأة السعودية وتقدرها، أما إذا كانت الحجة هي ارتباط تلك المهنة بالحل والترحال ووجود المحرم، فلماذا لا توظف السعوديات على متن الرحلات الداخلية التي لا تستدعي وجود محرم في الوقت الحاضر، ونكون بذلك قد وفرنا مئات الوظائف لنسائنا حيث لن يشكل ذلك خطراً عليهن كما يظن البعض.