عبدالله العجلان
قد يتقبل الشارع الرياضي مضامين بيان اتحاد الكرة الانفعالي المتشنج ضد رئيس لجنة الانضباط الدكتور خالد البابطين بسبب إعلانه عقوبة لاعب الأهلي أمان ولاعب الاتحاد عسيري لو أنه ـ أي اتحاد الكرة ـ اتخذ الموقف ذاته بعد أخطاء أشنع وقعت فيها لجنة الانضباط نفسها أيام رئاسة إبراهيم الربيش، ولجان الاتحاد الأخرى، وتحديداً لجنة الحكام، أو لو أن البابطين ارتكب قبل ذلك تجاوزات تستدعي التعامل معها بحزم، وبما يحفظ للاتحاد هيبته ونظاميته، لكن أن يصمت اتحاد الكرة على العديد من القرارات والتصرفات الخاطئة، بل الفضائح الصادرة من لجنة الانضباط السابقة واللجان الأخرى طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، إضافة إلى أنه القرار الأول للدكتور البابطين الذي أثار الجدل، ومع هذا يسارع إلى شجبه واستنكاره، وأنه سيعيد النظر في رئاسته للجنة، فهذا يشكك في موقف اتحاد الكرة، وقد يفسر على أنه استهداف شخصي للبابطين، وأنه قرر «تطفيشه»، وربما إقالته؛ لأنه سيتعامل مع النظام والقانون وليس بحسب رغبة الاتحاد وتدخلات الأشخاص والأندية المتنفذة..!
قلناها وكررناها كثيراً: مشكلة اتحاد الكرة منذ انتخابه أنه متناقض متباين في قراراته، يفرق بين ناد وآخر، وبين حدث ومثله. فالأخطاء في النادي (س) يتم التعامل معها بتجاهل وتغاضٍ وعقوبات مخففة.. طلباته أوامر، تُقدَّم له التنازلات والتسهيلات والمساعدات المالية والفنية والإدارية واللوجستية، بينما أخطاء النادي (ص) يتم رصدها وتهويلها واستعجال إصدار أشد وأقسى العقوبات بحقها.. مطالبه في سلة المهملات، حقوقه ضائعة، وأحياناً مغيبة. هذه مجتمعة سببها أولاً: ضعف الاتحاد. وثانياً: عدم اعتماده في قراراته وتعاملاته على لوائح وأنظمة تسري على الجميع، ولا تفرق بين صغير وكبير، ولا لون وآخر. ثالثاً: تأثره وتجاوبه مع ما تطرحه وسائل الإعلام المرجفة المتعصبة؛ لذلك من الطبيعي أن تأتي مخرجاته فوضوية هشة مخجلة مثيرة لاحتقان واستهجان كل غيور ومحب لكرة ورياضة وأندية ومنتخبات وسمعة وطنه..
الأدهى والأسوأ من هذا أن اتحاد الكرة لم تقتصر تناقضاته على الأندية، وإنما أصبح يستخدم معاييره المزدوجة حتى على لجانه ومنسوبيه. فتصريحات وانتقادات بل واتهامات أعضائه مثل الدكتور عبدالرزاق أبو داود والدكتور عبداللطيف بخاري المعلنة تمر مرور الكرام بلا مساءلة ولا محاسبة، كذلك الحال بالنسبة لتعامله مع اللجان؛ فيغض الطرف عن كوارث بعضها في الوقت الذي يجري تحقيقاً مع رئيس أفضل لجنة الدكتور عبدالله البرقان لمجرد أن مراسلاً صحفياً تافهاً طالب بذلك!
لتتأكدوا أكثر من تناقضاته، وأنه في بيانه يستهدف الدكتور البابطين، أو أنه يتعامل مع الأندية بمكيالين وليس اعتراضاً على العقوبة، إليكم الدليل: إذا كان موقف اتحاد الكرة ضد البابطين بسبب توقيت عقوبة عسيري وأمان قبل مباراة الديربي بين الأهلي والاتحاد فقد سبق له أن أصدر في يناير 2014م عقوبة الإيقاف ضد لاعب الرائد موندومو قبل ساعات معدودة من مباراته أمام العروبة. أما إذا كان بسبب العقوبة نفسها فهو في اليوم التالي بعد المباراة أيدها، وأصدر بموجبها قرار إيقاف اللاعبَيْن لمدة عشرين يوماً؟!!..
من باب الحب لكرتنا والاحترام للأستاذ أحمد عيد وزملائه أعضاء الاتحاد ورؤساء وأعضاء اللجان كافة نتوجه لهم بضرورة العمل في الفترة المتبقية لهم بجد وحرص واهتمام في سائر قراراتهم ومسؤولياتهم ومواقفهم، وحتى تصريحاتهم.. نتأمل منهم أن يتركوا بعد مغادرتهم سيرة حسنة وسمعة طيبة، تجعل الجميع يتذكرهم، ويذكرهم بالخير.